بعد أعلان تحالف " سائرون " ومشاركة الحزب الشيوعي العراقي فيه ، انطلقت حملة ظالمة قاسية لتضاف الى حملات اخرى " تقليدية" ما انفكت تبث سمومها مستهدفة الحزب وقيمه ومبادئه ، ساعية الى تشويه تاريخه ومواقفه والنيل من قيادته . ومثل هذه الحملات البائسة يمكن القول ان الحزب اعتاد عليها منذ التأسيس وليست بالأمر الجديد فمن يحارب الجهل والامية والمرض والفقر والعوز والاستغلال والاستعمار وفلوله ويريد ان يتنقل بالانسان العراقي الى عالم النور والمعرفة والحريّة وان يكون العراق سيد نفسه ، حرا ومستقلا، وشعبه يعيش حياة كريمة ، من غير المتوقع ان لا يصطدم مع الجهلة والمتخلفين والظلاميين والمستغلين ، وكذلك المنفذين لأجندات خارجية ، مع هؤلاء الذين ما زالوا يعيشون في القرون الوسطى .
ان ما تتناوله الحملات "التقليدية" قد تجاوز الزمن الكثير منه وزكت الحياة مواقف الحزب الذي أثبت للاعداء قبل الأصدقاء انه نخلة عراقية أصيلة باسقة ، فذهب كل الطغاة والجبابرة الى مزبلة التاريخ يلاحقهم الْخِزْي والعار .ولم يكن ثمن هذا بسيطا او سهلا فقد قدم الحزب الآلاف من الضحايا دفاعا عن الشعب والوطن ، وعن الحزب ذاته وقيمه ومبادئه ، وبفضلها، وبفضل مواقف الحزب ودفاعه المستميت عن حقوق شعبنا وكادحيه وتضحيات أعضائه وكوادره وقيادييه، يواصل اليوم عطاءه رغم الصعوبات المتعددة الأشكال ، من دون كلل وملل .
ما الجديد في هذه الحملات الظالمة والقاسية الراهنة غير "التقليدية" ؟! انها الاسوأ والاقسى على الحزب وقيادته ورفاقه ونضالاته وتاريخه ، فظلم ذوي القربى أشد مضاضة ، وهي تأتي اليوم ، كما يدعي أصحابها ، من موقع الحرص والنقد البناء للحزب وقيادته ، ولكن دون ان يدري من يساهم في هذه الحملة ، عن عمد او ركوبا للموجه، انه يَصْب موضوعيا في نفس أهداف الحملات "التقليدية" المعادية المعروفة واليوم تضاف اليها حملة الكفيشي على فضائية " آفاق " وغيره في عدائهم السافر للحزب والشيوعية وكل ما هو تقدمي . وهؤلاء المساهمون في الحملة قد قدموا مادة دسمة للمتربصين والمتصيدين في الماء العكر ، بل وحتى " الجيوش الالكترونية " أخذت اجازة فهناك من عِوَض عنها في التشويش على مواقف الحزب والنيل منه .
ويبدو ان البعض من خلال اصراره على مواقفه بل وتماديه حتى بعد ان نشر الحزب وأوضح موقفه المتعلق بالتحالف ، سواء في المقال الافتتاحي لطريق الشعب ام في اللقاءات الإعلامية مع عدد من قياديّيه ، ما كان ليكون موقفه غير هذا سواء دخل الحزب في تحالف " تقدم " او تحالف " سائرون " او غيرهما ، او حتى لم يشترك في الانتخابات أساسا ؟!
ماذا تريد الحملة الضالة الجديدة ؟! هل تريد تصحيح وتعديل مسار الحزب ؟ ان قراءة في العديد من الأسماء والعناوين التي انغمرت فيها تبين ان من الصعب التصور ان هذا هو هدفهم ومرادهم ، وأن جرت تغطية ذلك برداء الحرص على حزب فهد وسلام عادل والحفاظ على " طهريته الثورية" . ومن كان هدفه " العودة بالحزب الى اصوله وتخليصه من قيادته الحالية" كما يكتب البعض ، فهذا له سياقاته وآلياته ويعرفها جيدا من عمل في صفوف الحزب او حتى قرأ تاريخه بموضوعية . ويبدو انه في الصخب المؤذي، نسي البعض نفسه ونسى او تناسى الفاسدين ومن أوصل بلادنا الى هذا الدمار والتردي وركز سهامه على الحزب من دون وجه حق.
وهنا يتوجب الاستدراك والقول بان هناك من حرص ويحرص على الحزب حقا وعبر عن ذلك من دون سب وشتم وشخصنة للمواقف وتصيد للأخطاء والثغرات ، ومن موقع التقدير والاعتزاز بدور الحزب راهنا ومستقبلا وثقة بقيادته المنتخبة ديمقراطيا من اعلى هيئة في الحزب – المؤتمر الوطني .
يقيناً ان الحملات "التقليدية" والمستحدثة ومهما تعددت أشكال تجليها وسعة المشاركين فيها ستفشل ، كما فشلت حملات نوري السعيد وبهجت العطية وناظم كزار وصدام حسين ، وغيرهم من الظلاميين والقتلة والمجرمين ، وسيبقى الحزب مرفوع الرأس واملاً لشعبنا والكادحين وتطلعاتهم بفضل أصالة التاسيس وصلابته ، وتضحيات الشهداء ومآثرهم والسائرين على طريقهم ونهجهم ، وبفضل تماسك رفاق الحزب ومنظماته وقيادته وحرصهم على وحدة حزبهم وتراص صفوفه والتفاف جماهير واسعة حوله . فالحزب قادر على تجاوز أية صعوبات بما رسمه من خطط وبرامج وتوجهات ، وما وضعه من اليات تنظيمية داخلية ديمقراطية اثبتت التطورات والاحداث انها الانجع في معالجة ما قد يواجه الحزب من إشكالات العمل وهي طبيعية ان وضعت في سياقها السليم .وهو قادر،ايضا ، وبثقة عالية بالنفس على تقويم مسيرته ان حصل ما يستدعي ذلك ، كما فعل مرات عدة، وبعيدا عن فوضى وضوضاء وهرج ومرج ولا مسؤولية بعض الكتابات حاليا على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الاتصال .

عرض مقالات: