في أيار من عام 1995 رزق لاعبنا الدولي السابق رسن بنيان بولده الرابع والذي اصر على تسميته بشار لصداقته وعلاقته الطيبة والقوية مع اللاعب الدولي الشهيد بشار رشيد الذي اعدمه النظام المقبور بتهمة الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي ومعارضته نظام صدام، ولولادته في يوم ذكرى اعدام اللاعب المبدع والانسان الراقي وصاحب الموقف التاريخي.. وكنا نأمل بالمولود الجديد بشار ان يكون لاعبا متميزاً لا يقل شأناً عن الشهيد بشار رشيد.
وفعلاً بدأ بشارنا الجديد يشق طريقه نحو النجومية ليصبح احد نجوم المنتخب الوطني بكرة القدم، لاعباً محترفاً ومتميزاً بأخلاقه العالية وانضباطه وتواضعه مما أهّله للتقدم السريع في عام الكرة المستديرة. وكان احد نجوم المنتخب الوطني في البطولة الرباعية التي تقام حالياً في المملكة العربية السعودية بمشاركة فريقين عالميين كبيرين هما البرازيل والارجنتين اضافة الى السعودية والعراق.
واهتم مدرب منتخبنا بمستوى واداء بشار رسن وانضباطه وتنفيذه الواجبات وتحدد لقاء منتخبنا الوطني مع منتخب الارجنتين صاحب التاريخ الكبير على مستوى العالم، وأشر المدرب السلوفيني على بشار واكد له رغبته بالمشاركة في هذه المباراة المهمة التي تم تحديدها مساء الخميس الماضي.
وما ان حلّ الموعد وبشار وزملاؤه على اتم الاستعداد حتى حصل ما لم يكن بالحسبان، حيث توفيت قبل المباراة بساعات والدة اللاعب بشار وبشكل مفاجئ، وهنا تعقد الموقف وانتشر الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحاول الاهل والاصدقاء لملمة الخبر والتعتيم على الحدث لتأثيره على بشار وزملائه لكنه حصل وتسرب الخبر للبعض رغم الخطوات الجدية التي اقدمت عليها رئاسة الوفد، لكن اللاعب الغيور تحمل الحدث (الصاعقة) بقوة وارادة صلبة واكد على استعداده للمشاركة في المباراة لأنها قضية وطن تهم جماهير الوطن وابنائه.
وفعلا شارك بشار وقدم مستوى متميزاً وعطاء كبيرا لشعوره بحاجة فريقه اليه وتقديمه مصلحة الوطن ومنتخبه على قضية شخصية رغم صعوبة وفداحة الحدث، ضاغطاً على اعصابه ومشاعره من اجل ان يقدم صورة زاهية عن الشباب والارادة العراقية. وقدم بشار المطلوب منه واكثر، لكنه شعر بصعوبة الدقائق والساعات العصيبة التي لا يتحملها من هو بعمره وفتوته. وكان لزملائه ولرئاسة الوفد دور ايجابي في تهدئة نفسيته وبالتالي مغادرته الساحة والعودة بعد المباراة مباشرة الى بغداد لمرافقة اهله ومحبيه وليشاركهم العزاء.
لقد كان بشار ابنا بارا لوطنه وغيورا على فريقه واضعاً مصلحة بلده وفريقه فوق مشاعره واحاسيسه ليضرب مثلا في الحرص والالتزام وتقديم المصلحة العامة على حساب مصلحته الشخصية. وقد كان اللاعب بشار الذي اقتفى مسار الشهيد بشار رشيد نموذجا غاليا وعزيزا ومثالا يقتدى به.
المجد والخلود لشهيد الرياضة العراقية بشار رشيد والتقدم والرقي للذي سار على طريقه ليصنع مجداً جديداً..