يوم أمس ابتدأ الدوام المدرسي ، وزهت الشوارع بالتلاميذ وهم يتوجهون صوب مدارسهم ، تغمرهم فرحة دخولهم أبواب المدارس ولقائهم بزملائهم ويحدوهم الأمل بالنجاح!!
ببراءة أعمارهم الغضّة يفتحون قلوبهم وعقولهم ويمنّون أنفسهم بآمالٍ وأمانٍ جديدة وبمدارس كل ما فيها يساعدهم على اجتياز الصعاب. لكن هل إنّ مدارسنا مؤهلة لذلك ؟!
الجواب: لا طبعاً! لأن أغلب المدارس الحكومية بحاجة إلى تأهيل ، من حيث عدد الرحلات المناسب لاستيعاب أعداد التلاميذ ، وعدم أهلية المرافق الصحية وجاهزيتها، فأغلبها تحتاج إلى ترميم ، ومن غير المعقول أن يشعر التلميذ بالراحة والاستقرار النفسي في مدرسة تفتقر إلى أدنى مقومات الراحة، هذا ما يعاني منه أغلب أبنائنا. كذلك لم نجد استعداداً كافياً لمعالجة قضية الماء الصالح للشرب في عموم البصرة على وجه الخصوص، وازدياد نسبة حالات التسمم !
وهناك على الجانب الآخر نجد المدارس الأهلية والاهتمام الكبير بها من قبل أصحابها ، إضافة إلى المغريات التي تقدمها من حيث التنظيم والتدريس والخدمات والنقل وغيرها ، ناهيك عن توفيرها للكتب المنهجية والقرطاسية ووسائل الإيضاح.
هنا تكمن المأساة التي يعاني منها أولياء أمور الطلبة: ارتفاع أسعار القرطاسية وقلّة كتب المناهج ما يضطرهم لشراء المفقود من السوق ، ما يعني أن التلاميذ سيرهقون آباءهم بكثرة الطلبات وما تفرضه عليهم إدارات المدارس.
نظرة تأملية لكل دول العالم نجد الاستعداد التام لاستقبال العام الدراسي الجديد من قبل المدارس والتربيات ووزارة التربية قبل أشهر وإعداد خطة دراسية متكاملة لذلك ، من خلال الكشف على صلاحية بنايات المدارس ومرافقها وأثاثها وتوفير القرطاسية والكتب بشكل يغطي الحاجة ويزيد ، وتهيئة وسائل إيضاح وإعطاء تعليمات جديدة للمعلمين والمدرسين كي تكون نسب النجاح أعلى من العام السابق !!
الاهتمام بالنشء الجديد من أولويات عمل وزارات التربية، لأنه عماد المستقبل وان بناءه بالشكل الصحيح يعني تهيئة رجل سيمضي بعجلة بناء وازدهار البلد إلى أمام!
في ظرفنا الصعب هذا كلما يطل عام دراسي جديد نقف حائرين أمام ازدياد أعداد المدارس الأهلية ومغرياتها ، ونقصان أهلية المدارس الحكومية لعدم الاهتمام بها بشكل يجعلها تتفوق، لهذا فان نسب النجاح في تدنٍ مستمر سنة بعد أخرى ، وتزايد أعداد المتسربين والفاشلين والراسبين الذين يعاني ذووهم من الفقر وصعوبة الحصول على لقمة العيش.
إذا أردنا أن نبني البلد بناءً حقيقياً ونأخذ بسفينته إلى بر التقدم والازدهار علينا أن نولي التربية والتعليم جلّ اهتمامنا ، ونجعل من وزارة التربية ذات امتيازات خاصة وتوفير مستلزمات مدرسية وتعيين معلمين ومتابعة للمدارس كافة لمعرفة مدى صلاحيتها من جميع الجوانب.
هل تستطيع مدارسنا الحكومية أن تقي أبناءنا التلاميذ من البرد والمطر؟
هل نستطيع أن نحصل على تدريس يرتفع بمستوى الطالب إلى أعلى المستويات؟
أسئلة كثيرة نقف أمامها حائرين ونحن نبصر أبناءنا يقفون عند أبواب مدارسهم!