البصرة وما أدراك ما البصرة، هذه المدينة المعطاء التي لم تسكت يوما على ضيم، ولم ترضخ لطاغية، فهي ثورة متقدة ، وانتفاضة دائمة بوجه المستبدين، وتاريخ العراق الحديث مليء بمواقف البصرة النضالية فمنها انطلقت شرارة الاضرابات العمالية عام 1931، وفيها ارتقى الشيوعي حسن العياش شهيدا برصاص مرتزقة شركات النفط وعملائها في تلك الايام، وقتها توسع الإضراب وشمل كثيرا من المدن العراقية.
وظلت البصرة معطاء سخية فمنها انطلقت انتفاضة الشعب في آذار 1991 بعد حرب الخليج الثانية، حين لطخت جداريات الطاغية صدام بالوحل لتعم الانتفاضة بقية المدن، ولولا التدخل الخارجي لقيض للانتفاضة النجاح ولكن الارادة الأميركية منحت الطاغية جرعة ليستعيد عافيته من جديد.
اليوم تشمر البصرة عن ساعديها وتعلن رفضها للفساد وسوء ادارة الحكومات التي تولت إدارتها بعد 2003 ، فقد عاثت وأمعنت في الفساد ونهبت أموال البصرة، وسلطت الغرباء على أبنائها، وهيمن على مقدراتها من لا يدين لها بولاء، ليعيش أبناء أغنى مدينة في العالم تحت خط الفقر، لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات وبطالة تجاوزت الحدود، وتجاوزات مفضوحة لوجوه كالحة ما كان لها أن تكون شيئا لولا غفلة الزمن وخيبة الأقدار.
اليوم يرى البصري بأم عينيه كيف تستلب إرادته، وتنهب خيراته، وتهان كرامته من الذين وضع ثقته فيهم ومتمنيا الخير منهم، لكن هؤلاء لهم ارتباطات مشبوهة بقوى لا تريد الخير للعراق، فكان لابد من الانتفاضة على الظلم والحيف، فقد مل البصري الوعود الكاذبة التي أطلقتها الحكومات، وعرف ببصيرته أن هؤلاء يتلاعبون بمشاعره ومقدراته دون ..
قاطعني سوادي الناطور صائحا: أطها فنتگ، أخذتنه طول عرض وما خليت للخير مچان، ويمكن ذوله ما يعرفون البصرة وأهل البصرة، وما يدرون راح يگلبون الطابگ طبگ، ويا ويلهم من غضبة المظلوم، ومن عگب ما چانت البصرة يگولون عليها "يلگاعده وبيتچ على الشط ، ومين ما ملتي غرفتي تشرب الماي المالح لن هافين البخت هدوا ماي بزولهم علينه، والله لأنعل أبو شط العرب ولا أبو السوواه، سدوه من صدوره وحولوه على جزيرة الناصرية وخلوه گاع، لن كل أمياتنه أيروحن للبحر وما محصلين منها كلشي، وصار أبخت الغير بس الشر علينه، واكلكم يلحكومة تره لا تبلشون ولا تتورطون تره أنفكت عليكم حلگ آفه ويا ويلكم إذا ما أنطيتوا الوادم حگها!