كلماتي عتبة نصية من قراءتي لهذا الكتاب الضروري الذي  يهمني شخصيا ونضاليا : (وجع الذكريات : المناضل سامي أحمد في عيون محبيه) إعداد رفيقة  دربه :  المناضلة عفيفة ثابت ../ بغداد/ دار الرواد المزدهرة/ 2021

(*)

سمعتُ اسم المناضل الشيوعي سامي أحمد من أبن خالتي الشاعر والرّسام مزعل التميمي، فهو أيضا أنتسب إلى تنظيم القيادة المركزية آنذاك.

(*)

في تسعينات القرن الماضي، وهو يحدثني بحب كبير عن المناضل همام المراني، وعدني  شقيقي المناضل محمد مسعود الذي أمضى سنوات في (نكرة السلمان) وتعايش مع سامي أحمد، أن نذهب إلى السيدية ونزور المناضل سامي أحمد في (مكتبة المربد) ومن شقيقي أيضا عرفت إعدام  وميض سامي أحمد

(*)

كنت في شوقٍ لرؤية البطل الشيوعي الذي صمد أمام كل بشاعة  أساليب التعذيب التي مارسها الجلاد ناظم كزار معه.

(*)

(شرق المتوسط) رواية عبد الرحمن منيف : هي صوت كل المناضلين ومن لم يكن مناضلاً سيعاني من صدمة تلقي  معها وحدث هذا  حين

أعرتُ الرواية  آنذاك لبعض الطلبة الذين كانوا معي في الأعدادية.

(*)

يومها كتب الشاعر إبراهيم البهرزي قصيدة ً أهداها إلى (رجب إسماعيل) المناضل الذي يستشهد تحت التعذيب في (شرق المتوسط) قرأت ُ القصيدة في (الفكر الجديد) الملحق الثقافي الأسبوعي  توأم  صحيفة (طريق الشعب ) يصدر كل سبت، في مدخل القصيدة : كتب الشاعر سعدي يوسف سطراً  يقترح أن تكون هذه القصيدة في الصفحة الأولى من الرواية في طبعتها الثانية

(*)

مع صدور الرواية وتأرج عطرها في الحراك الثقافي، في السبعينات

كان شقيقي الأكبر محمد مسعود – طيّب الله ثراه -  يقرأ مقالات رفيقه سامي أحمد في جريدة التآخي وحين يعرض التلفزيون برنامج (نفطنا لنا) كنا نصمت ما أن نقرأ على شاشة التلفاز : إعداد  سامي أحمد.

(*)

غادر سامي أحمد: جريدة التآخي مكرها بسبب لؤم بعضهم، وعملَ في مجلة (النفط والتنمية) :مجلة  شهرية أنيقة الطباعة، كنت أقتنيها  متخصصة بالدراسات عن اقتصاديات النفط العراقي، فكنت استفيد من مقالاتها في التثقيف الحزبي الجماعي والذي شدني إلى المجلة : رئيس تحريرها الدكتور عبد الرحمن منيف.. يومها كنت قد قرأتُ :(شرق المتوسط)(الأشجار واغتيال مرزوق) (قصة حب مجوسية)

(*)

في ص243 من(وجع الذكريات : المناضل سامي في عيون محبيه )

  وقفتي الأولى ستكون : عند الكلام التالي،  عندما كان سامي أحمد على اتصال بالدكتور عبد الرحمن منيف، يدخل سامي أحمد على منيف  ويطلب منه ..السماح بإعطاء ملاحظات حول روايته (شرق المتوسط)  وتصحيح بعض أساليب التعذيب الواردة في الرواية  وكيفية ممارستها الدكتور منيف  يستغرب..!! كيف يتقن هذا الموظف الهادئ الوديع المتتبع للأرقام العلمية مثل هذه الأساليب الوحشية في التعذيب. فسأله : من أين لك ذلك, وكيف تعلمته؟ فأجاب سامي أحمد بخجله المعهود:  مارسوا معي كل ذلك في قصر النهاية يا دكتور) ..

(*)

المثقف يسرد التعذيب في روايته، من خلال قراءاته أو سماعه عن

  تقنيات فن التعذيب. أما المناضل الذي سردوا في جسده كل تقنيات التعذيب لا يجانب الصواب أبدا في كلامه ِ:  لأن لجسده ذاكرة  متقدة .

طيّب الله ثراهما : المناضل سامي أحمد/ الروائي عبد الرحمن منيف.

عرض مقالات: