قناديل تشع حباً وطيبة.. شموع تذوب من أجل مستقبل زاهر للعراق وشعبه.. وقلب كبير يتسع لجميع من آمن بالحرية والمساواة لأبناء الرافدين.. وحمامات سلام ومحبة تجمع قلوب العراقيين.. وأيادٍ ناصعة البياض كلون حليب الأمهات..هذا هو الحزب الشيوعي العراقي.. هكذا كان الشيوعيون قبل سقوط النظام وهكذا هم اليوم وفي المستقبل أيضا.. إنها المبادئ السامية والأخلاق العالية التي تربوا عليها منذ انبثق الحزب من طينة العراق وترعرع بين جداول وانهار وجبال وسهول الوطن، واحتضنته أذرع وقلوب وضمائر خيرة ابناء العراق، ليورق نخلة باسقة يحتمي بظلها الكادحون والمحرومون من شمال الوطن الى جنوبه.. وحل طغاة، وزال طغاة، لكن بقي هذا الحزب شامخا صامدا ووفيا لمبادئه ومؤمنا بانتصار إرادة الشعب في حياة حرة وكريمة.

ولكن مع الأسف الشديد، نجد بين الفينة والأخرى إن بعض الغربان وخفافيش الليل تصر على التطاول على نخلة العراق هذه. وتنفث سمومها وحقدها لعلها تغطي ولو على جزء بسيط من آثامها وجرائمها وفسادها الذي نشرته في جميع مرافق الدولة والحياة.. فنحن إن أردنا، فسنحتاج إلى مجلدات لتوثيق تلك الجرائم وقضايا الفساد وخطف الأبرياء وقتلهم وسرقة المصارف وتهريب النفط .. الخ من الجرائم التي يحاول أن يخفيها من يتستر عليها وينقض ويتطاول على الشيوعيين محاولا تشويه سجلهم الوطني الناصع وأمانتهم التي يضرب بها المثل، وثقافتهم التي تتدفق كنهر لتسقي عطش سنين القحط الذي ساد ايام العراق في حقبات كثيرة من تأريخه، وهم يحاولون اليوم ايضا إزالة غمامة التخلف والجهل، و فتح آفاق واسعة لحرية التعبير ونشر الفنون والآداب والمعرفة المتنوعة من أجل خلق جيل متفتح ومتمدن ومتعلم، لبناء ما خربه معول الدكتاتورية ومعاول الجهلة والأفاقين الذين لا يعني لهم الوطن غير ملء الكروش والجيوب بالسحت الحرام على حساب المواطنين الذين ذاقوا الأمرين من شحة المياه وانقطاعات الكهرباء وتآكل قيمة الرواتب نتيجة التضخم وانعدام الخدمات والبطالة الواسعة بين الشبيبة خاصة.. وووو..

إن ما يقلق بال طبالي الإعتداء على بيت الحزب الشيوعي في النجف هو اتساخ سمعتهم وافتضاح أمرهم بين ابناء شعبنا بعد ان فاحت نتانة اعمالهم وجرائمهم وسرقاتهم وزيف شعاراتهم.. فهم على حق حين يقلقون لأن الشعب العراقي قد سئم الكلام المعسول والوعود الكاذبة... واكتشف العراقيون كذلك ان ما يجمع بين الطائفيين والإرهابيين هو القتل على الهوية والنهب والفساد.. فكلاهما لا يرغبان باستقرار العراق وإعادة بنائه على أسس علمية وحضارية، وهم بذلك يحاولون وضع العصي بعجلة تطور الحياة التي تسحق وبلا رحمة من يحاول زرع الفتنة بين ابناء الشعب والنيل من شرفاء العراق الذين اختبرتهم الحياة والناس... وبات القاصي والداني يعلم بأن مستقبل العراق السياسي لن يتقدم أو يتطور نحو الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي وسيادة القانون والدستور دون مساهمة الشيوعيين الفعالة في صنع المستقبل الآمن والمستقر لعموم العراقيين..

وقد برهنت الأيام والسنين بأن من كان يخرق ويتجاوز على القوانين والدستور ويستميت للإبقاء على مشاعية السلاح المنفلت، كان يسعى أيضا لتجهيل المجتمع ونشر الخرافات ومحاربة العلم والعلماء والثقافة والمثقفين، وبالوقت نفسه ينشر الفساد الإداري والفوضى والسرقة والجريمة المنظمة.. فالعالم اليوم يخطو خطوات واسعة نحو التطور المتعدد الجوانب، فلا تهديدات وهجوم الطائفيين والإرهابيين على نخلة العراق الباسقة ولا محاولاتهم التضليلية قادرة على صد رياح التغييرالتي تهب على عراقنا.. العراق الذي اتفق جميع الوطنيين على رسم ملامحه ومستقبله الديمقراطي الفيدرالي التعددي..

فالشيوعيون عازمون وكما عهدهم الشعب على المشاركة الفعالة ودعم مطالب المنتفضين البواسل، والدفاع عن سيادة واستقلال البلد، وحرية التعبير للمواطنين وفضح كل الأصوات النشاز التي تنادي بإسكات صوت الحق والعدالة.

٥ شباط ٢٠٢١

عرض مقالات: