طريق الشعب

ارتفعت وتيرة هجمات تنظيم داعش الإرهابي في الأشهر الماضية، من خلال استهداف المدنيين العزل والقوات الأمنية، ما دفع الحكومة لإطلاق عملية أمنية في 4 محافظات لفرض السيطرة وتضييق الخناق على الجماعات الإرهابية، والتي قدر عددها وزير الدفاع بألفين مقاتل.
ودعا خبير استراتيجي الى مهاجمة معاقل التنظيم، وعدم ترك المبادرة لهم، في الوقت الذي تجري فيه الحكومة تنسيقا مع دول الجوار لأيقاف تمويل الإرهابيين.

سلسلة من العمليات

أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، مؤخراً، عن سلسلة عمليات أمنية متزامنة في 4 محافظات لملاحقة عناصر تنظيم داعش الارهابي.
وذكر رسول في بيان تلقت "طريق الشعب"، نسخه منه، أنه "حسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، نفذت قوات جهاز مُكافحة الإرهاب حملة كُبرى لمُلاحقة بقايا عصابات داعـش الإرهابية في مُحافظات ديالى، وكركوك، ونينوى، والأنبار"، منوهاً الى أن "جهاز مُكافحة الإرهاب، باشر عملياته بإلقاء القبض على عُنصر إرهابي في مدينة الموصل، تلاه واجبان آخران، أسفرا عن إلقاء القبض على ثلاثة إرهابيين، اثنان منهم في قضاء الفلوجة والآخر في مُحافظة كركوك".
وأضاف البيان، أنه "تنفيذًا لأمر القائد العام للقوات المُسلحة بالاهتمام في الملف الأمني في مُحافظة ديالى، باشر جهاز مُكافحة الإرهاب، بسلسلةٍ من الواجبات، أسفرت عن إلقاء القبض على 4 إرهابيين بينهم عُنصر خطير ينتمي لعصابات داعـش الإرهابية".
من جانبه، كشف وزير الدفاع، جمعة عناد، عن عدد عناصر تنظيم داعش الارهابي وأماكن تواجدهم في العراق.

عدد الارهابيين في العراق

كشف وزير الدفاع جمعة عناد عن أعداد عناصر التنظيم الارهابي وأماكن تواجدهم في البلاد.
وقال، عناد في تصريح تلفزيوني تابعته "طريق الشعب"، عقب أيام على استشهاد عناصر أمنية وعسكرية ومدنيين في هجوم مزدوج لمسلحي التنظيم الارهابي، "لدينا معلومات بوجود قرابة 1500 - 2000 مقاتل من داعش في المناطق المحررة وشمال بغداد وبابل ومحافظة ديالى"، مضيفاً، أن "هذه الأعداد تعمل على شكل مفارز صغيرة لا يتجاوز عدد المفرزة الواحدة أكثر من 7 عناصر، يضربون أهدافا معينة ويلوذون بالفرار".
وتابع عناد، أن "التنظيم الارهابي بدأ يتبع سلوكا جديدا في تنفيذ هجماته، من خلال استخدام سلاح القناص الحديث والكاميرا الحرارية الذي تحتويه، والذي من خلاله يستطيع ضرب هدفه عن ‏مسافة تبعد 2 كم"، مبيناً، أن "التنظيم خسر خاصية مسك الأرض بعد السيطرة المحكمة للقوات الأمنية على المناطق المحررة، وبات أمرا مستحيلا أن يتمكن عناصر التنظيم من ضرب نقطة أمنية والسيطرة عليها"، لافتاً، إلى أن "قوات الجيش بحاجة إلى إعادة تدريب بشكل صحيح، وهذه كانت خطتنا خلال استلامنا الوزارة ، إلا أن ذلك لم ينجز بسبب جائحة كورونا".

ثلاثة مستويات

وارتفعت خلال الأشهر الماضية، وتيرة الهجمات الارهابية في مناطق عدة من البلاد، ويقسم الخبير الاستراتيجي علي أغوان في حديث لـ"طريق الشعب"، خطر التنظيم الارهابي الى 3 مستويات "المستوى الأول هو وجود العناصر الإرهابية داخل المدن وهذا الخطر تم القضاء عليه بصورة كبيرة بعد فقدان التنظيم لغالبية عناصره نتيجة لعمليات تحرير المدن، اما المستوى الثاني هو امتلاك التنظيم تأثير محدود يتراوح بنسبة 10-20 في المائة على الطرق الرئيسية بين المحافظات"، مشدداً، على أن "التهديد الأكبر يوجد في المستوى الثالث والذي يمتلك التنظيم الارهابي فيه تأثير كبير، وهي مناطق الصحراء والوديان والتلال وبعض الجبال، التي يستخدمها التنظيم للتخفي والتنقل وتوفير مصادر للتمويل، ويتراوح تأثيرهم على هذا المناطق بنسبة 60-80 في المائة".

ضرورة استمرار العمليات

ويؤكد أغوان على "ضرورة استمرار زخم العمليات للقوات الامنية، ودك معاقل الجماعات الإرهابية في المستوى الثالث من قبل الأجهزة الأمنية، وملاحقتهم في مناطق تواجدهم بصورة مستمرة، وعدم انتظار حدوث الهجمات على المستويين الأول والثاني، سيحد من خطوة التنظيم الارهابي".
ويشير الخبير الى أن "الاجراءات الحكومية في هذا الصدد خجولة، نتيجة كونها مرهونة بوجهات نظر سياسية، لاسيما أن جزءا كبيرا من القوات الأمنية الرسمية تتحرك ايضا، وفق للأمزجة السياسية، ودائما ما يحد هذا القرار من حركتها"، مبينا، أن "ترك العناصر الإرهابية بدون معالجة سيمكنها من تأسيس طرق جديدة تمكنهم من توفير ظروف مناسبة لتطوير قدراتهم وتجميع الأموال والتدريب وتلقي الدعم".
تنسيق استخباراتي مع دول الجوار
من جهته، أعلن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، عن وجود تنسيق استخباري مع دول الجوار لإيقاف تمويل الإرهابيين.
وأشار الاعرجي، في تصريح صحفي، تابعته، "طريق الشعب"، الى "وجود تنسيق وتبادل للمعلومات الاستخباراتية بشكل رسمي مع دول الجوار لتجفيف منابع الإرهاب وإيقاف تمويله".
ونوه الى "وجود توجه لاستبدال القيادات التي تتهاون في أداء الواجب، وأن الفترة الحالية ستشهد تغيرا كبيرا في عمل الأجهزة الاستخبارية والقوات الميدانية".a