ما ان تهدأ ازمتها المزمنة قليلا، حتى تعود وتستفحل. عن ازمة الكهرباء العصيّة على الحل نتحدث ، رغم ان كل حكومة جديدة تعلن ان حلها له الأولوية .
"
مهزلة الكهرباء " بلا حلول حتى الان. هذه هي الحقيقية المرة بلا رتوش. وهي ازمة ذات عناصر متعددة ، داخلية وخارجية .
ملفها ذو امتدادات اخطبوطية ، ومفتوح النهايات. فما ان تذهب الى "غوغل" وتكتب عبارة " ازمة الكهرباء في العراق " حتى تجد الغرائب والعجائب التي يشيب لها الولدان .
صحيح انها ازمة متراكمة، ولكن لماذا لم يتمكن ما بين ٤٠ و45 مليار دولار من معالجتها، رغم ان دولا عدة ، بعضها في منطقتنا ، استطاعت تجاوزها بمبالغ اقل كثيرا ؟! ولماذا تنجح شركة او شركات عالمية في معالجة تجهيز الطاقة الكهربائية في دولة عربية في مدة زمنية قصيرة نسبيا ، ولا تتمكن من ذلك في بلادنا المنكوبة ، رغم توقيع عقود مع الشركات ذاتها من قبل حكوماتنا ؟!
ورغم ان الجو ما زال في مرحلة الانتقال ، فان ساعات انقطاع كهربائنا الوطنية طويلة الى حد يجلب السخط والتذمر ، ويثير العديد من التساؤلات المشروعة. ومما يزيد الهم والكرب عدم التزام أصحاب المولدات بالأسعار المحددة ، فيما يقدر ما يستنزفونه ، هم ومن وراءهم، من المواطنين ، بأكثر من ٤مليارات دولار سنويا.
الازمة مستمرة وتلقي بثقلها على كل مناحي الحياة ، وفئات ومجاميع كبيرة تتأثر بها لانها تعرقل أعمالهم وتشلها ، ومثلها الصناعة والزراعة والورش والمحلات ، فعلى من نعتب
ومن نلوم ؟!
وهل يكفي ان نتحدث عن الفساد والصفقات المشبوهة والتعمد في استيراد مولدات تشتغل بالغاز مثلا ، الذي لا يتوفر عندنا( ونحن نحرق الغاز المصاحب )، فنضطر الى استيراده من الجيران مع الكهرباء ، وهو ما يكلف الدولة اكثر من ٣ مليارات دولار سنويا؟!
وهل يكفي القول ، كما إشارات مصادر عدة ، ان جهات سياسية متنفذة لها باع طويل في الفساد الذي يعشعش في الوزارة ، التي هي من الوزارات الحارقة لوزرائها ومسؤوليها ، وبعضهم تلاحقه هيئة النزاهة ولا نرى أحدا منهم خلف القضبان حتى الان ؟!
لقد كانت الكهرباء الشرارة التي اججت لهيب الحراك الشعبي والجماهيري وانتفاضة تشرين ٢٠١٩، فكيف الآن وقد تضخمت الازمات وتعددت : ازمة اقتصادية ومالية ، ازمة رواتب ، ازمة كورونا ، بطالة وفقر وجوع، وفِي المقدمة الاستعصاء السياسي والاحتقان الاجتماعي .
المواطن ، ونحن معه ، يبحث عن حلول وليس تبريرات او تشكيل لجان ، مثل تلك التي شكلها البرلمان بشأن ازمة الكهرباء ، ولَم نعد نسمع عنها ولا ماذا أنجزت!
ازمة الكهرباء وصمة عار ، فمتى تمحى الوصمة بحل الازمة ؟