مرة اخرى تلجأ بعض احزاب الاسلام السياسي الى ألاساليب الشعبوية والإثارة الرخيصة عبر العودة الى تشويه الحقائق وتأويل الأحاديث، لتحشد عناصرها محاولة مداهمة المقرات
عبر تشويه الحقائق والتصريحات. وهذا ما جرى عبر تشويه حديث للبرلمانية العراقية هيفاء الأمين خلال برنامج تلفزيوني في لبنان، دافعت فيه عن حقوق المرأة العراقية، وشخصت حالة التخلف الموجود في مناطق جنوب العراق كمنطقة جغرافية قياساً ببغداد و كوردستان. غير ان هذا الحديث لم يرق لمسببي ظواهر التخلف و حرمان المرأة من حقوقها وزيادة نسب الأمية وتزايد معدلات الفقر في تلك المناطق، التي عانت في السابق من تهميش النظام البائد، فقامت القوى المسببة لزيادة التردي في الوضع المعاشي وفقدان الخدمات في الوقت الحاضر، بحملة ظالمة ضد النائبة هيفاء الأمين، وتوجت حملتها بإثارة الفوضى وتحشيد مجاميعها للهجوم على مقر الحزب الشيوعي في الناصرية، بالتزامن مع من كان يتحين الفرص للإساءة الى نضال الشيوعيين وتفانيهم ضد الديكتاتورية، ومن اجل الديمقراطية والتقدم وإقامة عراق مدني تضمن فيه حقوق الانسان وفي مقدمتها حق التعبير عن الرأي.
اننا في الحزب الشيوعي الكوردستاني اذ ندين حملات التهجم على هيفاء الأمين و مساعي النيل من الحزب الشيوعي العراقي عبر اثارة مشاعر بعض الناس البسطاء وحشد مجاميع حزبية للهجوم على مقراته، نطالب الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية والأجهزة المسؤولة عن حفظ الأمن والنظام، القيام بواجباتها المتمثلة بحماية النائبة هيفاء الأمين ومقر الحزب الشيوعي في الناصرية، وتقديم كل من تجاوز النظام والقوانين الى القضاء العادل. كما نوجه دعوتنا الى كافة القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية لاستنكار تلك الممارسات التي تعيدنا الى زمن البلطجة والفوضى.
ان الطريق الصحيح لمواجهة التخلف الموروث في كافة أنحاء العراق جراء سياسات النظام السابق والمستمر بسبب سياسات الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد ٢٠٠٣ والتي انتهجت الطائفية وفاقمت من ظاهرة الفساد والاستمرار في الخصخصة المفرطة، والمضي في الاقتصاد الريعي وقبول شروط صندوق النقد الدولي والارتهان بقوى إقليمية، هو الكف عن تلك السياسات التخريبية التي لا تخدم سوى البورجوازية الطفيلية والبيروقراطية. ان على الحكومة الفدرالية وكافة القوى السياسية التي تريد إنهاء مظاهر التخلف الاقتصادي والاجتماعي، ان تكف عن السياسات السابقة وترسم وتنتهج سياسة تؤكد على التنمية المستدامة وتحد من ظاهرة الفقر وتوفر فرص العمل في دائرة الانتاج السلمي، وتعالج الأمية وتحقق حرية المرأة وحقوق الانسان.

المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوردستاني
7‏ أيار‏ 2019