ضيّفت لجنة العمل الفكري التابعة إلى لجنة المثقفين المحلية للحزب الشيوعي العراقي، الاسبوع الماضي في بغداد، عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق د. علي مهدي الذي تحدث في ندوة عنوانها "الاطار الفكري لمهامنا النضالية الراهنة في ضوء تاريخ حزبنا".

الندوة التي التأمت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، والتي عقدت في مناسبة الذكرى 85 لميلاد الحزب، حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم من المثقفين والناشطين والمهتمين في الشأن السياسي. فيما أدارها الرفيق علي كريم.

 د. علي مهدي، وفي مستهل حديثه، أشار إلى أهمية الاحتفاء بذكرى ميلاد الحزب، مؤكدا أن سر بقاء الحزب طوال تلك السنوات رغم الظروف الصعبة التي مر بها والتي أدت إلى انتهاء غيره من الأحزاب العاملة في الساحة السياسية، يكمن في قدرته على تكييف أطره الفكرية في تحديد المرحلة التي يناضل في ظلها.

 واضاف قائلا ان أول منشور شيوعي في العراق، كان قد أصدره الرفيق الخالد فهد يوم 13 كانون الاول 1932 تحت عنوان "يا عمال العالم اتحدوا"، مع شعار "المنجل والمطرقة"، مبينا ان السلطات اعتقلت الرفيق فهد بعد اصداره المنشور، واتهمته كأول شيوعي في العراق، وقد دافع عن نفسه أمام السلطة، وأخلي سبيله بتدخل من الشخصية الوطنية جعفر أبو التمن.

وأوضح الرفيق د. مهدي، ان تشكيل "لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار" يوم 31 آذار 1934، كان ايذانا ببداية العمل الشيوعي المنظم في العراق، وأن اول بيان للحزب صدر في آذار 1935، وبعد اربعة شهور، أي في تموز من العام نفسه، صدر العدد الأول من جريدة "كفاح الشعب"، وفيه أعلن عن اسم الحزب الشيوعي العراقي. وفي العدد الثاني من الجريدة لشهر آب، نشرت مبادئ الحزب وأهدافه، التي من أبرزها "الوقوف ضد الاستعمار، توزيع الأراضي، إلغاء الديون، مصادرة الملكيات الاجنبية، تركيز السلطة في يد العمال والفلاحين والكفاح من أجل الثورة الاجتماعية"، مبينا ان تلك الأهداف تعبر عن أول رؤية فكرية للحزب في تحديد مهام المرحلة خلال تلك الفترة. كما تعكس التـأثر بسياسة الكومنترن المتركزة في ذلك الوقت ضد القوى الاستعمارية ومرتكزاتها، وضد السياسات الاصلاحية لبعض القوى البرجوازية المتهادنة معها.

وتابع قائلا انه "جاء الانتقال في تحليل المرحلة الراهنة في حياة الحزب من خلال الرفيق الخالد فهد، عند عقد الكونفرس الاول للحزب عام 1944 بإقرار الميثاق الوطني، والذي عقد في بيت المناضل العمالي علي شكر. وقد رسم الحزب سياسته الاستراتيجية من خلال دراسة علمية للواقع السياسي على المستويين العالمي والداخلي، فحدد شعاره بالنضال من اجل السيادة الوطنية، وإيجاد حكومة تعمل لمصلحة الشعب، ولإعادة الدستور العراقي، اي تطبيق بنوده المحبوسة المتعلقة بحقوق الشعب والديمقراطية"، لافتا إلى ان هذه السياسية شبيهة بالسياسة الاستراتيجية التي وضعها الحزب منذ مؤتمره الخامس عام 1995، مؤتمر الديمقراطية والتجديد، وانها شبيهة كذلك بالبرنامج الذي تم اقراره في المؤتمر العاشر، والذي شدد على استكمال استقلال البلاد وسيادتها الوطنية، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية من اجل التقدم الاجتماعي والاشتراكية.

وشهدت الندوة مداخلات وأسئلة طرحها العديد من الحاضرين، وأجاب عنها الرفيق د. علي مهدي بصورة ضافية.

عرض مقالات: