تصاعدت الاحداث الدامية في البصرة خلال الساعات الاخيرة بنحو خطير، وتحدث آخر التقارير عن سقوط مزيد من الشهداء وعشرات المصابين، وعن اقتحام مبنى المحافظة، واعلان منع تجوال شامل في المحافظة.

ان العنف المفرط المنفلت من جانب القوات الامنية في التعامل مع الجماهير المطالبة بحقوقها الاساسية المشروعة، مسؤول بشكل رئيسي عن وصول الحال الى ما وصلت اليه الآن. وهو ما سبق ان استنكرناه وحذرنا منه، مع الكثير غيرنا من الجهات والشخصيات والمواطنين المخلصين، وطالبنا الجهات المسؤولة بوضع حد له، مثلما شددنا ونشدد في المقابل على حفظ الطابع السلمي للتظاهرات والاحتجاجات الشعبية.

ان الغضب الشعبي الذي يتفجر اليوم عارما، ناجم ليس فقط عن تجاهل المطالب المشروعة، والتلكؤ في معالجة المشكلات الملتهبة التي تحيل حياة ملايين الناس الى معاناة يومية لا تطاق، بل كذلك على السلوك المتعسف المشار اليه من جانب الاجهزة الامنية تجاه المتظاهرين السلميين، الذين يمارسون حقهم الدستوري في المطالبة بما هو مكفول لهم من حقوق انسانية لا عيش بالحدود الدنيا من دونها.

اننا اذ نعبر عن اشد الادانة لهذا التعامل غير المسؤول واللاانساني من جانب القوات الامنية مع جماهير المواطنين المتظاهرين في البصرة، نطالب الحكومتين المحلية والاتحادية بالتحرك الفوري، لوضع حد لهذا التصرف وما يؤدي اليه من تطورات منذرة بالشرور، في هذه الساعات العصيبة بالنسبة الى البصريين ومدينتهم ومحافظتهم العزيزتين. كما نطالبهما بالعمل الحثيث والعاجل على حل المعضلات الخدمية التي تئن جماهير البصرة تحت وطأتها، واولها معضلة الماء الصالح للشرب.

ان العنف والقمع الدمويين في البصرة يجب ان يتوقفا في الحال!

وان المسؤولين عنهما وعن إطلاق الرصاص القاتل على المتظاهرين السلميين يجب ان يحاسبوا دون إبطاء، وينالوا العقاب الذي يستحقون!

المجد لشهداء الحركة الاحتجاجية والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي

4/9/2018