طه رشيد
في مناسبة الذكرى الستين لثورة 14 تموز 1958 نظم الحزب الشيوعي العراقي مسيرة راجلة، انطلقت من ساحة الفتح، مقابل المسرح الوطني، مرورا بساحة كهرمانة، وانتهاء بتجمع جماهيري في ساحة الأندلس. وقد ساهمت منظمات الحزب في بغداد وضواحيها، من شيوعيين واصدقائهم، مرددين شعارات الحزب في المناسبة، والتي ركزت على الولاء للوطن وتآزر الشعب ضد الارهاب والفساد، ومحاسبة الفاسدين وفاء لدماء الشهداء الذين رووا ارض العراق بدمائهم الزكية للخلاص من داعش، وطالب المحتفلون في مسيرة الرابع عشر من تموز بتشكيل حكومة كفاءات وطنية لا حكومة محاصصة طائفية.
وفي ساحة الأندلس، حيث انتهت التظاهرة بحفل خطابي، ألقى عضو المكتب السياسي لحزبنا الرفيق الدكتور صبحي الجميلي كلمة الحزب التي أكدت على الدروس الوطنية المستخلصة من ثورة الرابع عشر من تموز وأهميتها في الوقت الراهن.
وجاء في الكلمة "استطاعت ثورة تموز المجيدة، تحقيق ما يفخر به الوطنيون العراقيون من انجازات، لم تحقق عشر معشارها كل الأنظمة التي جاءت بعد اغتيالها بما فيها نظام المحاصصة الطائفية الاثنية، المشيد على رمال متحركة عقب إسقاط النظام الدكتاتوري على أيدي المحتلين الأمريكان".
واشارت الى ان "حصيلة السنوات الخمسة عشرة الماضية لم تمثل الحد الادنى مما يريده ويتطلع اليه المواطن العراقي، واشرت الفشل الذريع في مختلف مجالات الحياة، الأمر الذي أدى إلى حراك جماهيري واسع، يتجدد الآن وسيطول عمره إلى أن تحقق الجماهير أهدافها المشروعة في إصلاح العملية السياسية، ومكافحة آفة الفساد، وتوفير الخدمات التي حرم منها العراقيون، كما لم يحرم شعب آخر في كل دول العالم، ونريد هذا الحراك أن يكون سلميا ، كما كان ، وأن يحترم ويصون الممتلكات العامة والخاصة ، وأن يتم تفويت الفرصة على من يريد حرف أهداف الحراك العادلة والمشروعة.
أما الكلمة الثانية فكانت لأحد الضباط الذين عاشوا تجربة الثورة، وهو الرفيق جبار العلي، الذي تحدث عن دور القوات المسلحة في تأمين شروط نجاح الثورة، وعن التلاحم البطولي بين الشعب والجيش من أجل الحفاظ على مكاسبها، التي مست بشكل جذري حياة الفقراء الكادحين، فهيأت لهم لقمة عيش كريمة واسكنت هؤلاء الفقراء في بيوت تليق بالإنسان، فبنيت المدن التي بقيت شاهدا على واحد من إنجازات الثورة المهمة والكبيرة، مثل مدينة الثورة/الصدر والحرية والشعلة.
هذه المدن التي يشكل ابناؤها اليوم، احفاد 14 تموز، مع بقية ابناء العراق، عصب الحراك الجماهيري الذي يطالب بدولة مدنية تعتمد المواطنة والعدالة الاجتماعية.
وانتهى الحفل بالهتافات والاهازيج التي حيت الثورة والوطن ونضال الحزب الشيوعي العراقي.