أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدانمارك ندوة عامة بمدينة كوبنهاغن يوم الأحد 29 نيسان 2018 بعنوان " تحديات المعركة الانتخابية وضرورة التغيير"، استضافت فيها الرفيق سلم علي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حضرها جمهور من بنات وابناء الجالية العراقية، الى جانب ممثلي بعض الأحزاب العراقية.

وبعد ان رحب مقدم الندوة الرفيق يوسف موسى بالحضور وبالرفيق سلم علي بدأت الندوة باستعراض آخر التطورات على الساحة العراقية وتم التركيز على الانتخابات البرلمانية المرتقبة في 12 آيار 2018 والتحالفات المختلفة، واوضح ان تحالف "سائرون" هو الشىء الجديد الأبرز الذي يستأثر بالاهتمام في المشهد الأنتخابي وفي الحياة السياسية في العراق.
ومن ثم تناول برنامج تحالف "سائرون" وهويته الوطنية المدنية التي يتميز بها عن بقية الكتل وبالأخص الكبيرة التي هي في الغالب إعادة انتاج لتحالفات سابقة ذات هوية طائفية او اثنية، ولا يغير من هذه الحقيقة كون ان بعضها يستخدم احيانا كثيرة عناوين وشعارات مدنية لاخفاء هويته الحقيقيةً.

وقدم الرفيق مداخلة ضافية عن الوضع السياسي والنتائج الكارثية لنهج المحاصصة والطائفية السياسية والفساد الذي فتح الباب للتدخلات الخارجية، الأقليمية والدولية، والتجاوزعلى السيادة الوطنية. واشار الى ان البعض سعى الى تجيير الانتصار العسكري على داعش، الذي تحقق بفضل تضحيات الجيش ومتطوعي الحشد الشعبي والبشمركة والدور الحاسم للوحدة الوطنية، والى توظيفه لحسابات سياسية ضيقة واهداف انتخابية مفضوحة تحت ستار الحديث عن استحقاقات سياسية لهذا الانتصار.

كما تحدث عن الحركة الأحتجاجية الشعبية التي انطلقت في نهاية تموز 2015، ومساهمة التيار الصدري التي قدمت دعماً كبيراً لها وأكسبتها بعداً جماهيرياً أوسع، مشيراً الى تلك المشاركة جاءت على أسس واضحة من التنسيق والتعاون تقوم على الاحترام المتبادل للخصوصية الفكرية والسياسية والثقافية للتيارين المدني والصدري

وأوضح ان تشكيل تحالف "سائرون"، كاصطفاف وطني جديد عابر للطائفية، لم يكن شيئا مفاجئاً بل هو احدى ثمار التعاون والتنسيق الذي تحقق في سوح التظاهر والحراك الاحتجاجي على مدى اكثر من سنتين. وتناول بتفصيل موقف الحزب الذي اعتبر ان التغيير ضرورة ملحة، وان فتح الباب امامه وكسر احتكار السلطة يتطلب العمل من اجل تغيير ميزان القوى لمصلحة المشروع الوطني الديمقراطي، عبر التوجه الى اقامة اوسع ائتلاف مدني ديمقراطي والعمل على بناء كتلة وطنية كبيرة عابرة للطائفية.

واوضح ان اعلان تحالف "سائرون" في اواسط كانون الثاني الماضي جاء بعد الاتفاق على مبادىء برنامجية تؤكد هويته الوطنية المدنية واهدافه في العمل من اجل الخلاص من المحاصصة والطائفية السياسية والفساد وبناء الدولة المدنية على أساس المواطنة والعدالة الاجتماعية. وأكد ان الحزب سيواصل تعزيز التيار الديمقراطي والتعاون التنسيق مع القوى المدنية الديمقراطية الاخرى بأشكال مختلفة، قبل الانتخابات وبعدها.

وعلى صعيد الانتخابات خارج الوطن، دعا الى حث العراقيين على المشاركة الواسعة فيها، معتبراً انها فرصة مهمة لتحقيق انعطافة باتجاه التغيير والخلاص من المحاصصة والطائفية السياسية والفساد، معتبراً ان مقاطعة الانتخابات تخدم الحكام الفاسدين والحفاظ على مواقعهم في السلطة. وقال ان هناك حملة منظمة تشنها "جيوش اعلامية" للقوى المتنفذة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي تهدف الى تيئيس الناخبين من إمكان تحقيق تغيير. وأكد اهمية تأمين مراقبة فاعلة للعملية الانتخابية، بالاستفادة من تجارب الانتخابات السابقة. كما حض على التعريف ببرنامج تحالف "سائرون" الانتخابي، وحشد اصطفاف واسع لدعمه باعتباره تحالفاً واعداً يستجيب لتطلع شعبنا الى التغيير، ودعم مرشحي الحزب الشيوعي، المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والاخلاص للوطن والشعب، من اجل إحراز تمثيل كبير في البرلمان يشكل رافعة لعملية الإصلاح والتغيير المنشودين. 

بعدها أُعطي المجال للحضور لتقديم مداخلات وتوجيه اسئلة، وجرت الاجابة عليها بتفصيل. وانتهت الندوة، التي استمرت حوالي ثلاث ساعات، بتقديم الشكر للرفيق سلم على حضوره الى الدنمارك والتفاعل مع الجالية العراقية.