في ٣١ آذار ١٩٣٤ ولد   الحزب الشيوعي العراقي من رحم مجتمعنا، مدافعا عن مصالح الشعب والوطن، ومجسدا طموحات وتطلعات العمال والفلاحين وسائر شغيلة اليد والفكر، ومكافحا لتحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية والديمقراطية وبناء الدولة المدنية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، ولإنضاج شروط انعتاق المواطن العراقي من كل قيود الاستغلال والقهر والاستلاب.

وفِي مسيرته النضالية الحافلة على مدى ٨٤ عاما وقف الحزب وما زال ضد التسلط والاستبداد والتمييز القومي والديني والطائفي، مناصرا وداعما حقوق المرأة ولضمان الحقوق والحريات العامة والخاصة، وعاملا مع القوى الديمقراطية والوطنية على تعزيز النهج الديمقراطي الاتحادي، ورافضا كل أشكال التعصب والتطرف والارهاب ومصادرة الآخر المختلف، ولضمان التداول السلمي للسلطة وبناء دولة القانون والمؤسسات وتأمين حقوق الانسان والحياة الحرة الكريمة.

وفِي راهن الحال ، وفِي ذكرى تأسيسه ، يجدد الحزب انحيازه الى عالم العمل وقيمه ، مدافعا عن مصالح الكادحين والمهمشين وذوي الدخل المحدود ، مشددا على رعاية الفئات الاجتماعية الأكثر تضررا مما آلت اليه اوضاع بلدنا ، جراء فشل نهج الحكم وآلية إدارة البلد وعقم نمط التفكير والركون الى المحاصصة الطائفية والإثنية ، وما ادى اليه ذلك من تفشي الفساد في مؤسسات الدولة وضعف ادائها وتخليها عن وظائفها الاساسية في ضمان استتباب الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات وتوظيف موارد البلد على نحو سليم وبما يضمن تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة  .

ولكم مد الحزب في هذا السياق يده للتعاون والتنسيق مع كل القوى الحريصة على إنقاذ البلد ووقف التدهور والسير على طريق التغيير والإصلاح الجذري.

في ذكرى التأسيس نحيي باعتزاز وفخر الرواد الاوائل ودورهم المفعم بالحيوية ونكران الذات في بناء حزب العمل والامل، حزب النضال والتضحيات، ونحيي كل من ساروا على طريقهم لتبقى الراية عالية خفاقة في سماء الوطن، تؤشر الى المستقبل الواعد القادم رغم الخطوب والسنوات العجاف والظلمة.

وفِي يوم تأسيس خيمة الوطن والنزاهة والاخلاص نستذكر شهداء الحزب والوطن الاماجد، وفِي مقدمتهم الأبطال يوسف سلمان يوسف (فهد)، زكي بسيم (حازم)، حسين محمد الشبيبي (صارم)، حسين احمد الرضي (سلام عادل)، جمال الحيدري، وغيرهم. فمن مآثرهم وبطولاتهم نستمد العزم على مواصلة العطاء لخير الوطن وسعادة شعبه.

عاشت الذكرى الـ ٨٤ لميلاد الحزب الشيوعي العراقي.