مزهر بن مدلول
في ندوة سياسية عامة بعنوان (اخر التطورات السياسية في العراق)، دعت اليها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدنمارك، تحدث الرفيق محمد جاسم اللبان عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي امام مجموعة من رفاق واصدقاء الحزب عن جملة من الاحداث السياسية الجارية في العراق وخاصة في ما يتعلق بالانتخابات والاستعداد لها والتكتلات والتحالفات الانتخابية الجديدة التي ظهرت مؤخرا، وذلك في يوم الجمعة المصادف 26 / 1 / 2018.
المحاصصة والازمات

وفي بداية كلامه، تناول الرفيق اللبان الظروف الصعبة التي مرّ ويمرّ بها العراقيون منذ 2003 حتى الان، حيث النظام السياسي المبني على اساس المحاصصة الطائفية والاثنية والحزبية انتج الكثير من الازمات والويلات على العراق والعراقيين بما في ذلك احتلال داعش مساحات واسعة من مدننا واراضينا، كما كان هذا النظام سببا في تفشي الفساد الذي انتشر كما ينتشر الحريق في الهشيم وجلب معه الخراب المريب لكل مؤسسات الدولة ومرافقها الحيوية.
عناوين وطنية براقية

اما اليوم، فإن اغلب الاحزاب السياسية ما زالت لم تخرج من خيمة الطائفية والقومية والفئوية الضيقة، وعلى الرغم من اتخاذها عناوين وطنية براقة، لكنها هي التي انتجت مفوضية انتخابات خاضعة للمحاصصة هي الاخرى، وهي التي وضعت قيودا وشروطا كثيرة امام حرية الترشيح في الانتخابات، وهي التي لم تستطع تقديم حلولا جدية للخروج من الازمات الكثيرة.

كتلة عابرة للطائفية

وتحدث الرفيق اللبان عن الوثائق الصادرة عن المؤتمر العاشر للحزب، والتي اكدت على اهمية التحالفات في ظروف ومراحل معينة، واستدعى ايضا بعض الامثلة في مجال التحالفات من تاريخ الحزب في عهد مؤسسه الرفيق الخالد فهد وكذلك في عهد الرفيق سلام عادل، كما كانت تجارب بعض الاحزاب الشيوعية في تحالفاتها مع رجال الكنيسة حاضرة في حديث الرفيق اللبان.
لقد حرص حزبنا على تشكيل كتلة عابرة للطائفية وبذل من اجل ذلك اقصى الجهود والمساعي حتى اثمرت في ظهور تحالف (تقدم)، وما زلنا نرى في القوى المدنية نواة يمكن لها ان تكبر وتتطور حتى يصبح لها حضور فاعل في كافة ميادين الحياة السياسية العراقية.

جذور "سائرون"

اما تحالفنا مع حزب الاستقامة الوطني واحزاب وشخصيات مدنية اخرى باسم (سائرون)، فبالرغم من الاعلان السريع والمفاجئ عنه، الاّ ان هناك جذورا لهذا التحالف امتدت ما يقرب من السنتين والنصف، وكان المكان العملي الذي اتضحت فيه المشتركات الكثيرة هو ساحة التحرير وميادين الاحتجاج الاخرى، كما ان الكتل الكبيرة المتنفذة والتي عاثت فسادا في البلاد لم تترك لنا خيارا الاّ ان نسعى الى حفر ثغرة في هذا الجدار السميك، ومن هنا فإن الحزب يأمل من خلال تحالفاته الجديدة حصول بعض التغيير في السياسة الحالية التي انهكت المواطن.
وجدد الرفيق اللبان في معرض اجابته وحواره مع الحاضرين على اهمية بناء دولة مدنية ديمقراطية، فلا يمكن للعراق ان ينهض من جديد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا الاّ في ظل دولة تتبنى مبدأ المواطنة بدلا من الطائفة والمذهب والقومية