صرح الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ان الحراك الذي شهده البرلمان يوم امس الاربعاء، اثناء جلسة التصويت على الثقة بالحكومة الجديدة، حقق خطوة نحو تجاوز نهج المحاصصة، ونجح في اخراج الحكومة جزئيا من هذا النهج.

وقال فهمي في تصريح للمركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي، ان تحالف سائرون تخلى عن استحقاقه الانتخابي ليفسح المجال لرئيس الوزراء المكلف، كي يختار مرشحيه للوزارات بدون ضغوط ووفق معايير حددها التحالف مسبقا، وتتمثل في الكفاءة والنزاهة والاستقلالية.

واضاف انه كان متوقعا ان تأتي ولادة الحكومة عسيرة، خصوصا وان البلد يعيش جملة من الصعوبات والتعقيدات والمساعي الجادة والمثابرة للخلاص من المحاصصة. واشار الى وجود اتجاهات متعارضة رافقت عملية تشكيل الحكومة، منها اتجاه قوى الاصلاح التي تخلت عن المناصب والمكاسب ودعت رئيس الوزراء الى التصرف بحرية في انجاز مهمته، واتجاه القوى الاخرى المتمسكة بنهج الحكم المحاصصي السابق.

واوضح سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ان وجود خلافات داخل مجلس النواب حول بعض الاسماء المطروحة كان امرا طبيعيا، خصوصا وان بعضها لم يعرض على اعضاء المجلس الا في يوم التصويت نفسه، وطُرحت مطالبات مشروعة تتعلق بصحة شهاداتهم او تتصل بجانب المساءلة والعدالة او النزاهة. لذلك لم يتم التصويت في جلسة المجلس يوم امس على جميع المرشحين، فيما اكد السيد رئيس الوزراء انه سيتم التحقق من اي شبهات تحوم حول من تم التصويت لهم، واتخاذ الاجراءات الصارمة في حق من تثبت التهم الموجهة اليهم.

وتوقع الرفيق رائد فهمي ان  يقدم العديد من الوزراء الذين صوت النواب بمنحهم الثقة، اداء جيدا  بالنظر الى تمتعهم بمؤهلات وخبرة وتجربة مشهود لها، كوزراء النفط والصحة والكهرباء على سبيل المثال لا الحصر.

وفي ما يخص البرنامج الحكومي اوضح فهمي ان مسودته قدمت الى اعضاء مجلس النواب قبل يوم من جلسة التصويت، وسُجل في شأنها العديد من الملاحظات والمقترحات والاضافات، ليتضمنها البرنامج بعد ان تم التصويت بالموافقة عليه.

واضاف انه من خلال هذه المعطيات يمكن الاستنتاج ان جلسة تشكيل الحكومة نجحت جزئيا في الخروج من نهج المحاصصة، وان هذه النتيجة امر طبيعي لان التغيير لن يأتي دفعة واحدة مع وجود هذه التركة الثقيلة، ومع تأثير بعض الارادات السياسية المتمسكة بالنهج السابق، وما تبدي من مقاومة للابقاء عليه.

واشار الى ان رئيس الوزراء الجديد تكونت لديه صورة واضحة عن اعضاء مجلس النواب المطالبين بالاصلاح، واصرارهم على ان تتحلى الحكومة الجديدة بالارادة السياسية القوية والتجانس والعمل المنتظم، منوها بانها ستحظى بدعم كبير اذا انطلقت بهذه الصورة، ومشددا على ان الدعم الذي يقدم للحكومة مشروط باستمرار ادائها الجيد وتنفيذها لبرنامجها وتقديمها الخدمات للمواطنين. في انتظار استكمال ملء الحقائب الوزارية واختيار اسماء بديلة لتلك التي لم تحظ بالقبول، بسبب عدم ملاءمتها معايير التغيير التي تتطلبها المرحلة الجديدة في البلد. ولإنجاز هذه المهام لابد من استكمال تشكيلة الحكومة واختيار الوزراء وفقا لمعايير التغيير التي تتطلبها المرحلة الجديدة في البلد .

وقال الرفيق رائد فهمي في ختام تصريحه ان هناك وزارات مهمة كوزارة الثقافة، تستحق ان يوليها رئيس الوزراء عناية خاصة، لا سيما وان الوسط الثقافي، وفقا للمواقف التي صدرت عنه، لم يكن راضيا على ما حدث امس بخصوص الوزارة والترشيح لها. واضاف انه لا بد من وضع ذلك في الاعتبار خلال الايام القادمة، بالنظر الى ان للجانب الثقافي موقعه في البرنامج الحكومي. مثلما يتوجب الاهتمام بالمطالبة الواسعة من الاوساط النسوية باعادة استحداث وزارة المرأة وضمان تمثيل منصف للمرأة في الحكومة الجديدة عموما، والتجاوب معها.

المركز الاعلامي

للحزب الشيوعي العراقي