طريق الشعب
اكد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والنائب عن تحالف "سائرون" الرفيق رائد فهمي، امس الثلاثاء، عدم معارضة ترشيح شخصيات من "التكنوقراط السياسي" لتولي وزارات في الحكومة المقبلة، فيما شدد على ضرورة تجاوز فشل المراحل السابقة والشروع في الاصلاح على ارض الواقع، وحذر من ان العملية السياسية والكتل الممثلة أمام فرصة أخيرة عليها استثمارها واستغلالها بشكل كامل.

التكنوقراط السياسي

وقال الرفيق فهمي، لوكالة "الفرات نيوز"، ان "التأكيد على ترشيح مستقلين بعيدا عن الأحزاب، جاء بسبب انعكاس صورة سلبية عنهم لدى الشعب ولأجل هذا وضع شرط المستقلين". وأضاف، ان "مرشح التكنوقراط الكفؤ السياسي لا بأس به وبالنهاية يبقى منصب الوزير منصباً سياسياً"، مبينا ان "التحدي السياسي الأكبر هو سياسي وليس فني ولا نعترض على التكنوقراط السياسي".

اصلاح فعلي

وأكد فهمي ان "المطلوب ان تشهد الحكومة المقبلة مشهداً آخر في إدارة الأمور لتجاوز فشل المراحل السابقة وان نشرع في الاصلاح عمليا لا فقط شعارات ومنها مكافحة الفساد وتقديم الخدمات وحصر السلاح بيد الدولة فقد أطلقت وعود كثيرة في السابق ولكنها لم تنفذ".
وأشار الى ان "رئيس مجلس الوزراءالمكلف عادل عبد المهدي، حصل على تأييد قلّما حصل عليه أسلافه وهذا كله مرتبط بالبرنامج الحكومي الاصلاحي وان تحديات هذا البرنامج جسيمة وسيصطدم بمن تضررت مصالحه ومنها ملفات الفساد والاصلاح الاقتصادي" مشدداً "يجب توفير أسباب وعناصر القوة لعبد المهدي ومنها سعة مساندته والحرية في اختيار المرشحين".
وبين ان "عبد المهدي قبل بالمنصب بعهود ووعود والمرحلة لا تتحمل التزييف، ويجب استمرار دعم الكتل السياسية ولا يكون فقط في بداية تشكيل الحكومة وانما في إجراء التغييرات".

التنوع مقابل المحاصصة

وتابع الرفيق فهمي "يجب ان يكون فكر الحكومة المقبلة يختلف عن السابق مع مراعاة التنوع للمكونات ولكن ليس بمفهوم المحاصصة، وفكرة التكنوقراط المستقل طرحت لإعطاء رئيس الوزراء المزيد من الحرية في الاختيار، وإذا لجأ عبد المهدي الى قضايا الترضية فهو يخسر ورقة من أوراق النجاح وستكون عبئا عليه لاحقاً في عمل الحكومة. ففشل عبد المهدي يعني فشل الجميع ونجاحه يعني نجاح الكتل السياسية، لذا هناك مصلحة متبادلة".

رسائل ايجابية

واردف "اعتقد ان عبد المهدي عندما يقدم كابينته فستكون لديه مؤشرات على الحصول على ثقة مجلس النواب، وهو قبل المنصب بحرية الخيار مقابل الالتزام بالمسؤولية وهو عارف بظواهر الامور وبواطنها وحجم التحديات والمشاكل وهو ليس بعيد عن الوضع السياسي وله تجارب وزارية".
ونوه النائب عن تحالف "سائرون"، الى ان "استمرار دعم الكتل لعبد المهدي مرهون بخطواته في الاصلاحات والمعركة كبيرة وأحد شروط نجاحه هو إرادته السياسية وإصراره".
واستطرد "على عبد المهدي ان يعطي في الأشهر الثلاثة الأولى من حكومته اشارات قوية بان هناك نهجا جديدا وانه متحسس لمشاكل الشعب وجاد في معالجتها ويقدم على خطوات تؤكد ذلك".

فرصة اخيرة

وشدد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، على ان "الوضع لا يتحمل تكرار الخلافات السياسية والتحدي هو تغيير نهج الدولة وتحقيق الاصلاح" منوها "لا توجد قوة سياسية أعلنت انها سترفض البرنامج الحكومي لكابينة عبد المهدي".
واختتم كلامه بالقول، ان "الاصلاح ضرورة فرضها الواقع الذي يعيشه البلد وله متطلبات من تشكيل الحكومة والبرنامج الحكومي"، مبينا ان "العملية السياسية والكتل الممثلة لها ستكون أمام فرصة أخيرة"