تجددت التظاهرات، صباح ومساء امس الاربعاء، في مركز مدينة البصرة، وفي عدد من اقضيتها ونواحيها، بعد ليلة دامية شهدتها المدينة خلفت عشرات من الشهداء والجرحى، ولجأت القوات الامنية المحيطة بمبنى الحكومة المحلية، الى استخدام الغاز والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، وافادت انباء بتسجيل عدد من الاصابات وسط المتظاهرين.

تظاهرات مستمرة

وذكرت وسائل اعلام محلية، ان الآلاف من البصريين، تظاهروا مساء امس الاربعاء، قرب الادارة المحلية، وفي ساحة العروسة، وسط البصرة، معبرين عن احتجاجهم وغضبهم من استخدام القوة المفرطة من قبل القوات الامنية ازاءهم في تظاهرات اليومين الماضيين، وبعد مرور نحو ساعة، قامت القوات الامنية المنتشرة بكثافة قرب مبنى الادارة المحلية، بتفريق المتظاهرين، عبر استخدام كثيف للغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، واشار شهود عيان الى تعرض (5) متظاهرين على الاقل، الى اصابات بالرصاص الحي في اليد والساق، وتم نقلهم الى مستشفى الصدر التعليمي، لافتين الى تعرض متظاهرين آخرين الى حالات اختناق بسبب الغاز الذي اطلقته القوات الامنية.

وقرب مركز المدينة، انطلقت تظاهرة في بلدة الهارثة حيث تجمع المئات من المحتجين امام مشروع ماء البصرة الكبير مطالبين بتحسين الخدمات، واقالة قائد عمليات المحافظة من منصبه.

ولجأ متظاهرون في ناحية الامام الصادق شمالي البصرة، الى قطع جميع الطرق المؤدية الى حقل غرب القرنة 1 تضامنا مع تظاهرات مركز المحافظة وللمطالبة بتنفيذ المطالب التي رفعت للجهات المختصة.

 كما تظاهر آلاف المواطنين في قضاء القرنة، وناحية عز الدين سليم (الهوير سابقا) شمالي البصرة، بالاضافة الى خروج  تظاهرة أخرى في قضاء الزبير، غربي المحافظة، وقام متظاهرون "غاضبون" باضرم النيران امام قائممقامية الزبير، تنديدا باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين ومطالبين بتنفيذ مطالبهم السابقة التي تخص الخدمات العامة وتشغيل العاطلين عن العمل وسط اجراءات امنية مكثفة، وهتفوا ضد الحكومة والسياسيين الذين وصفوهم بالمنشغلين بمصالحهم السياسية.

واقدم المئات من المتظاهرين، على قطع الطريق الرابط بين البصرة وبغداد عبر منطقة "الشرش" فضلا عن اغلاق المدخل الغربي في منطقة حي السلام في قضاء القرنة، شمالي البصرة.

 كما قام المئات من المتظاهرين، باغلاق بوابة ميناء ام قصر الشمالي، معلنين استمرار تظاهراتهم حتى تحقيق مطالبهم.

حصيلة الشهداء والجرحى

قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، سيف البدر، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "حصيلة جرحى التظاهرات التي شهدتها محافظة البصرة، الثلاثاء، ارتفعت الى 70 شخصا"، مبينا ان "37 منهم مدنيا والـ33 عسكريا"، بالاضافة الى (5) قتلى من المتظاهرين".

واضاف البدر ان "هناك 51 حالة رقود في المؤسسات الصحية بالبصرة"، مجددا التأكيد على انه "لا يوجد اي نقص في الادوية بالمحافظة".

في الاثناء، كشف مدير الدفاع المدني في البصرة العقيد تحسين علي ساري ان ما احترق من مبنى ديوان محافظة البصرة خلال التظاهرات التي جرت مساء الثلاثاء يشكل نسبة 30 في المائة منه.

انتهاك صارخ

الى ذلك، اعتبر عضو مفوضية حقوق الانسان، هيمن باجلان، ما يدور في البصرة خلال التظاهرات المطالبة بالخدمات انتهاكا صارخا لحقوق الانسان من قبل الحكومة التي استخدمت اكثر من سلاح لتفريق المتظاهرين ما ادى الى سقوط  قتلى بين صفوفهم واصابة اعداد هائلة منهم دون مبرر.

 وأكد في تصريح صحفي، استنكار وادانة مفوضية حقوق الانسان لما يحدث.

تضامن العاصمة والمحافظات

وتضامنا مع متظاهري البصرة ومطالبهم العادلة، شهدت العاصمة بغداد، مساء امس الاربعاء، تظاهرة شارك فيها مئات العراقيين، دعما لمتظاهري البصرة والاحتجاجات الشعبية فيها، واحتجاجا ضد العنف الدموي الذي استخدم ضدهم من قبل القوات الامنية، كما شهدت محافظة ذي قار، تظاهرة، جرى فيها تشييع رمزي لضحايا تظاهرات البصرة، بالاضافة الى ان العشرات من المثقفين والناشطين في ميسان تظاهروا، عصر امس، في شارع دجلة، للمطالبة بإيقاف استخدام العنف ضد متظاهري البصرة، مستنكرين سقوط عدد من الضحايا في التظاهرات المطالبة بتوفير الماء والخدمات الاساسية.

وفي الديوانية، نظم حشد من مواطنيها وقفة تضامن مع احتجاجات البصرة، مدينين بأشد العبارات التعامل العنيف من قبل القوات الامنية مع المتظاهرين السلميين، داعين الحكومة الى الالتزام بواجباتها تجاه ابسط الحقوق الاساسية التي يفتقر اليها البصريون.

وشدد المتظاهرون على محاسبة المعتدين على المتظاهرين في البصرة والتحقيق بالانتهاكات الحاصلة.