بغداد – طريق الشعب

  بعد يوم عنيف واجهه متظاهرو البصرة، شهد مركز المدينة، امس الاثنين، تظاهرة جديدة، وسط انتشار واسع للقوات الامنية قرب المباني الحكومية الهامة وابرزها ديوان المحافظة ومجلسها فضلا عن الساحات والشوارع القريبة، وشوهدت مروحيات عسكرية تحلق فوق سماء مركز المدينة، فيما تجددت التظاهرات في العديد من مناطقها، خصوصا في شمالها، حيث اقدم المحتجون على قطع عدد من الشوارع عبر احراق اطارات السيارات، ولوحظ ان العديد من المتظاهرين ارتدوا اقنعة، خشية الاعتقالات التي ما زالت القوات الامنية، تنفذها بحق المتظاهرين وبشكل عشوائي بحسب مفوضية حقوق الانسان.

 "أقنعة سود"

  وتظاهر عدد من البصريين، عصر امس الاثنين، قرب ساحة العروسة وسط محافظة البصرة، منطلقين نحو ديوان المحافظة، للمطالبة بالخدمات الأساسية وعدم تجاهل مطالب المتظاهرين.

  وارتدى المتظاهرون، "اقنعة سود" خشية المتابعة واعتقالهم من قبل القوات الامنية، كما ارتدى آخرون اللثام على وجوههم للغرض ذاته.

  وتجمع المئات من المتظاهرين امام مبنى ديوان محافظة البصرة، عصر الاثنين، معبرين عن رفضهم للأساليب التي تستخدمها القوات الامنية في تفريقهم.

  وقال عدد من المتظاهرين، إن مطالبهم مشروعة تتركز على تحسين واقع الخدمات، كما ان تظاهراتهم سليمة والامر برمته كفله الدستور، وبالتالي لا تستوجب التفريق من خلال الاساليب التي لجأت اليها القوات الامنية خلال الايام الماضية، داعين الجهات المعنية الى الاستماع لمطالبهم والاسراع بتنفيذها لحل معاناة المواطن البصري.

 قطع طرق

  كما تجمع عدد من المتظاهرين في وقت مبكر، من صباح الاثنين، وقطعوا الشارع العام لمنطقة كرمة علي، القريبة من مركز المدينة، والجسرين الرئيسيين فيها امام حركة المركبات وذلك عبر حرق الاطارات.

  وفي ناحية السيبة، جنوبي البصرة، قطع العشرات من المتظاهرين من أهالي مناطق قضاء ابي الخصيب، بعد حرقهم للإطارات الطريق العام المؤدي لحقل السيبة الغازي ولليوم الثاني على التوالي في تظاهرتهم المطالبة بالخدمات وفي مقدمتها الماء وتوفير فرص العمل.

  وقال متظاهرون، لوسائل اعلام محلية، انهم احرقوا الإطارات في الشارع المؤدي للحقل ورددوا شعارات تطالب الحكومتين المحلية والمركزية بتحسين الخدمات في مناطقهم وللبصرة بصورة عامة.

 إغلاق دوائر حكومية

  وفي شمال البصرة، استمر اغلاق ابواب بنايتي المجلس البلدي وناحية عزالدين سليم (الهوير سابقا) بعد ان قام المتظاهرون باغلاقها يوم الاحد.

  وذكر موقع اخباري محلي، ان هدوءا نسبيا يشهده مركز ناحية الهوير بعد يوم تصعيدي من قبل المتظاهرين حيث قاموا بقطع الطرق المؤدية الى حقل غرب القرنة 2 لغاية منتصف ليل الاحد.

  واضافت، ان المتظاهرين افادوا بان هنالك تظاهرات اخرى ستنطلق في الناحية وقضاء المدينة خلال الساعات المقبلة.

 تضامن مع المتظاهرين

  وفي ناحية الامام الصادق (طلحة سابقا) شمالي المدينة، نظم عدد من اعضاء اللجان المنظمة للاعتصامات والتظاهرات، تظاهرة امام مبنى المجلس البلدي في الناحية للوقوف مع تظاهرات مركز المحافظة و للمطالبة بتشغيل العاطلين عن العمل والاهتمام بالواقع الخدمي في الناحية.

  وقال المتحدث الاعلامي باسم اللجان علي المنصوري، في تصريح صحفي، ان المتظاهرين رفعوا مطالبهم الى الحكومة المحلية في الناحية والتي تتعلق بتشغيل العاطلين عن العمل والاهتمام بالواقع الخدمي.

  واضاف انه في حال عدم الاستجابة للمطالب ستكون هنالك خطوات تصعيدية في الفترة المقبلة.

 تظاهرات ليلية

  وتجددت التظاهرات مساء الاحد، في عدد من مناطق محافظة البصرة، للمطالبة بتوفير الخدمات الاساسية ومعالجة البطالة وملوحة المياه، حيث شهد مركز قضاء شط العرب، تظاهرة، اضافة الى تنظيم  مسيرة راجلة في شارع التربية، وتظاهرات اخرى في منطقتي الكزيزة والكرمة الى الشمال من مركز المدينة.

  وقطع عدد من المتظاهرين في ناحية عزالدين سليم (الهوير سابقا) وقضاء المدينة شمالي البصرة الطريق المؤدي الى المواقع النفطية كلاستر 2 و 11 ضمن حقل غرب القرنة 2.

 اعتقالات عشوائية

  في الاثناء، أكدت المفوضية العليا لحقوق الانسان، أن القوات الأمنية استخدمت القوة لتفريق المتظاهرين في المحافظة، مساء الاحد، واعتقلت عدداً منهم بشكل عشوائي.

وقال عضو المفوضية ، علي البياتي، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "الأوضاع في البصرة متوترة جداً وبعد فض الاعتصام في مركز البصرة بالقوة قامت القوات الأمنية باعتقالات عشوائية التي طالت متظاهرين سلميين وباستخدام الضرب الشديد والاعتداء".

  وأردف "كما قامت القوات الأمنية بفض اعتصام منفذ الشلامجة بالقوة وبعد انسحاب المتظاهرين إلى القضاء والتظاهر أمام القائممقامية وحرق الاطارات استخدمت الغازات واطلاق الرصاص الحي بالهواء والضرب وفرقت المتظاهرين".

  وتشهد البصرة منذ ايام تجددا للتظاهرات والاعتصامات في مختلف المناطق كان ابرزها تظاهرة يوم الجمعة التي شهدت محاولة اقتحام مبنى الحكومة المحلية واحراق عدد من الكرفانات ونقاط المراقبة، فيما فرّقت القوات الامنية، الاحد، الاعتصام الذي تم استئنافه في ساحة عبد الكريم قاسم، اضافة الى تفريق الاعتصام على طريق الشلامجة وتظاهرة امام مبنى ديوان المحافظة، بالغاز المسيل للدموع واستخدام سلاح (الاحادية)، وسط اعتقال عدد من المشاركين بالاحتجاجات.

 تطوير الاحتجاج

  وفي المثنى، أعلنت تنسيقية الاعتصام في المثنى، امس الاثنين، تعليق الاعتصام إلى إشعار آخر والاكتفاء بتنظيم التظاهرات بشكل أسبوعي امام الدوائر الرقابية كهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية.

  وذكرت التنسيقية في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان المشاركين في الاعتصام قرروا تعليق اعتصامهم إلى إشعار آخر بعد يوم من تظاهرة امام محكمة استئناف المثنى، مشيرة إلى أن التظاهر امام الجهات الرقابية في المحافظة يهدف إلى حثها على كشف ملفات الفساد واسترداد الأموال التي هدرت طوال السنوات الماضية بحسب البيان، مؤكدة في الوقت ذاته على الاحتفاظ بحق الاحتجاج السلمي بمختلف الطرق.

  وكشف ناشطون، عن ان الاجهزة الامنية قامت بدخول ساحة الاحتفالات التي اتخذها المعتصمون منذ 34 يوما كمقر لهم وأزالت الحواجز الأمنية وفتحت الطرق المؤدية للساحة.