فالح عبد الجبار

"هل انتج كامل يوتوبيا خاصة به؟ ربما. لقد كتب اطروحته في الفلسفة، لدرجة الماجستير، عن اليوتوبيا بالانكليزية. كان يعرف منشأ اليوتوبيا في العلوم والفلسفات الحديثة بجلاء، وما اتسع له الوقت ليكتب في اليوتوبيا الاصولية القاتلة التي ترعى الاستهانة بالوجود البشري وترفعه الى مصاف فضيلة قصوى.ثمة تأويلات عدة لدواعي اغتياله، لعلها صحيحة جميعا. لعلهم قتلوه لأنه شوكة ماركسية في وزارة تنتج الخرافة. قتلوه لانه الماركسي المنفتح، المستمع. ولعلهم قتلوه في مجرى التنافس على مقاعد المستشارين، على تفاهة هذا المنصب، وتفاهة الساعين اليه، المتبخترين على ايقاع الالقاب الطنانة تعويضا عن خواء عقولهم وضآلة قيمتهم في الوجود.المرشحــون لتنفيــذ القتل كثر: بعثيون سابقون، اصوليون من كل شاكلة، ميليشيات حاقدة، مافيات مأجورة، موظفون طامعون؟ من يدري. فالعراق اليوم مزرعة لاستنبات القتلة من كل شاكلة، مثلما هو آلة ضخمة لتمزيق كل ما هو عقلي ونافع.وكامــل شيــاع لـــم يكمل عملـــه. كــان اقل مثقفي جيله كتابة، لأنه كان اكثرهم قراءة. بل ان انتاجه الثقافي تقلص يوم عاد الى هذا البلد المنكود بالحرب والاحتراب. لعله اراد ان يعيش الثقافة بطوباوية نادرة، ومع ذلك بقينا ننتظر ان ينجز كتابه الأول، او ان يترجم اطروحته في الطوباوية".

عرض مقالات: