حازم كويي
استضاف الحزب الشيوعي الالماني اخيرا الرفيق عادل عامر ،السكرتير العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي، الذي قدم سلسلة من الندوات العامة، فضلا عن حضورة حفل استقبال العام الجديد الذي نظمه الرفاق الالمان، واجراء عدد من اللقاءات السياسية. وفي 12/1/ 2018 كانت محطته العاصمة برلين، حيث قدم محاضرة مستفيضة تناول فيها الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، وعموم الصراع في الشرق الأوسط، التطورات الراهنة في الاراضي المحتلة والداخل الاسرائيلي. وفي ما يلي اهم ما ورد في حديث الرفيق الضيف:
ان نضال الحزب داخل اسرائيل متنوع ومتعدد ويشمل كافة مفاصل الحياة، حيث يتداخل فيه القومي بالمدني والمدني بالطبقي، وبهذا هو نضال ُمركب.
يبحث الحزب فيه عن التناقض الجوهري . والقضايا التي تاخذ حيزا في نضال الشيوعيين هي قضية السلام، وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته الوطنية المستقلة. وفي ظل هذه الظروف نناضل نضالاً صعباً ،في أسرائيل، فليس سهلاً ان تكون شيوعياً، واصعب من ذلك ان تكون شيوعياً عربياً وفلسطينياً.
وعليك ان لا تعرف اليأس بشأن انتصار السلام واقامة دولة فلسطينة في حدود عام 1967ونَصُرُ على النضال المشترك بين االعرب واليهود داخل دولة اسرائيل، وتسليط الضوء على التناقض الرئيس، دون إخفاء التناقضات الثانوية. في الانتخابات الاخيرة للبرلمان اطلقنا مبادرة لتوحيد اكثر من قوة سياسية للحصول على اكبر عدد ممكن من المقاعد واستطعنا اقامة القائمة المشتركة والتي تتكون من الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، القائمة الاسلامية ،التجمع الوطني الديمقراطي والقائمة العربية وهو تحالف قومي مدني. ويجري التركيز على المشتركات المتمثلة بقضية السلام والمساواة، ونسعى الى تطويرها ولا نخفي في نفس الوقت الخلافات والنقاشات الداخلية داخل اطرافها ،وهذا يساعد على التوصل الى الحلول المشتركة. ونرى المعركة متداخلة في قضية المساواة والسلام ،فقد تعاملت اسرائيل ومنذ يومها الاول مع الاقلية العربية كتهديد امني ومارست ضدهم تمييزاً عنصرياً واضحاً وفاضحاً ،وفرضت الحكم العسكري على هذه الاقلية منذ عام 1948 وحتى 1968. واستطاع الحزب الشيوعي وبفضل نضاله اسقاط تلك السياسة في عام 1968. الحزب الشيوعي يعي دور الجماهير العربية ومساهمتها في المعركة من اجل السلام وتعزيز الحيز الديمقراطي في اسرائيل .،وهي تصطف دائماً في المعارك السياسية مع الحقوق الديمقراطية كأقلية مضطهدة
مرت عام 2017 الذكرى المئوية لاعلان وعد بلفور، الذي لم يكن وليد لصدفة، ومثل رؤية مشتركة بين الإمبريالية والصهيونية، وهذه الرؤية لا تزال مستمرة، حيث ظهر وعد ترامب باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل.، والذي عكس ملامح الحل الذي تريد الادارة الأمريكية فرضه على الشعب الفلسطيني.. وان حل الدولتين هو المقبول من أغلبية الشعب الفلسطيني والأوساط الدولية، واوساط اسرائيلية. والفلسطينيون لن يقبلوا بغيرالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين. ان خطاب حكومة اليمين المتطرف بشأن حل الدولتين، بعيد عن الواقع، في ظل ممارسة سياسة الاستيطان. .ولهذا يعي الحزب الشيوعي اهمية حق تقرير المصير والمشاكل الصعبة في هذا الاتجاه، ولهذا يجب ان ينتهي الانقسام الفلسطيني ،فالظهير العربي فقد مكانته بحكم الانشغال بمشاكله الداخلية، باستثناء القوى الثورية التي نَعي جوهر التضامن معها. بالاضافة الى وصول ترامب المحاط باكثرية لا تخفي صهيونيتها، زاد من توحش الحكومة الإسرائلية، مقابل تراجع دور الأصوات المعتدلة. وشهدت السنوات الاخيرة ، تدهورا تدريجيا في المجتمع الاسرائيلي بملامح فاشية. نتنياهو لايكتفي بالتصعيد ،حيث تحولت تصريحاته الى قوانين عنصرية يتبناها الكنيست الاسرائيلي ، فضلا عن خطورة الممارسات غير الرسمية وغير الحكومية، التي تؤسس للفاشية والعنصرية، والجرائم التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون ضد الشعب الفلسطيني . نحن متفائلون رغم الجو السوداوي القاتم وكما استطعنا اقامة القائمة المشتركة ،سنواصل العمل على اقامة جبهة يهودية عربية ضد الفاشية والاحتلال والسير الى الامام.وهناك تحركات واصطفافات تجري ونرى الآن ما يتعرض اليه نتنياهو من تحقيقات تتعلق بالفساد. والخارطة السياسية غير مستقرة ،تحمل في طياتها الكثير من المخاطر نتيجة لوصول اوساطٍ اكثر تطرفاً الى الحكم ولكنها تحمل في طياتها ايضاً أملاً في استطاعة التغيير من داخل اسرائيل بالسلام واقامة الدولة الفلسطينية.
وفي الختام دار حوار مستفيض، تناول محاور المحاضرة وقضايا اخرى، بين الحضور والضيف.