طريق الشعب
تتواصل الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية، للمطالبة بإجراء الاصلاحات ومحاكمة المتهمين بقضايا فساد وتوفير فرص العمل للعاطلين. وتدخل الاعتصامات في محافظتي البصرة والمثنى يومها الثاني بعد تجمع المئات في الساحات العامة وقرب الحقول النفطية في تصعيد للحراك الاحتجاجي الذي انطلق منذ ثلاثة اسابيع. وبدأت الاحتجاجات، لأول مرة، في البصرة في 8 تموز الجاري، قبل أن تمتد إلى بقية المحافظات الوسطى والجنوبية، وتخللت الاحتجاجات مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين وأعمال عنف أخرى، خلفت 14 شهيدا في صفوف المتظاهرين، وفق أرقام المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق.
"
تنفيذ الوعود اولا"

ويواصل متظاهرون بصريون اعتصامهم لليوم الثاني على التوالي قبالة موقع البرجسية النفطي في قضاء الزبير، غربي البصرة.
وقال منسق الاعتصام محمد جاسم، في تصريح لإذاعة محلية، ان وفدا من ادارة شركة نفط البصرة التقى عددا من المعتصمين وتمت مناقشة المطالب ومنها توظيف العاطلين، مبينا ان الشركة بينت انها طرحت اكثر من 370 فرصة عمل لقضاء الزبير مع التأكيد على استمرار الدعم اللازم من خلال مشاريع المنافع الاجتماعية.
واشار الى طلب السلطات المحلية في الزبير للقاء عدد منهم حول فرص العمل مؤكدين على ضرورة ان تكون الاولوية منها للمتظاهرين العاطلين عن العمل واشراكهم ضمن اللجان الخاصة في مكتب التشغيل، فيما لفت الى ان اعتصامهم سيستمر حتى يتم تحقيق تلك المطالب وتنفيذ الوعود على حد قوله.

تظاهرة يعقبها اعتصام

وفي السياق ذاته ، واصل المئات من اهالي المثنى اعتصامهم لليوم الثاني على التوالي في ساحة الاحتفالات بمدينة السماوة بعد ان قضوا الليلة الماضية مبيتا في اماكنهم، وسط اجراءات امنية مشددة، للمطالبة بإقالة المحافظ وحل مجلس المحافظة ومكافحة الفساد فضلا عن تحسين الخدمات وتوفير فرص العمل.
وقال متظاهر ان الاجراءات المشددة تسببت في ايقاف حركة المركبات ما تسبب في زحام مروري في اطار المربع الذي تقع فيه مباني الحكومة المحلية والدوائر المهمة كـمصرف الرافدين والرشيد ومبنى الحكومة المحلية والهلال الأحمر ومديرية الكهرباء وقيادة الشرطة فضلا عن دوائر التخطيط والماء والبلديات.
واضاف ان من يريد الوصول إلى تلك الدوائر عليه قطع مسافة كيلو متر سيرا على الأقدام، لافتا إلى أن فرعي مصرفي الرشيد والرافدين شبه مغلقين حاليا أمام المراجعين.
وأعلنت تنسيقية التظاهرات في محافظة المثنى، امس الاول الاحد، المضي في تنظيم اعتصام سلمي في ساحة الاحتفالات وسط السماوة، مشيرة إلى أن القوات الأمنية منعت دخول الماء والخيم إلى الساحة لمنع الاعتصام.
وقال مراسل "طريق الشعب" في المثنى، عبد الحسين ناصر السماوي، بعد انتهاء تظاهرة ظهر الأحد، نظم ناشطو التظاهرة اعتصاما مفتوحا في ساحة الاحتفالات إلا أن القوات الأمنية حاولت إفشال الاعتصام عندما استخدمت أساليب قمعية منها عدم وصول الماء والغذاء والخيم إلى المعتصمين، ومع ذلك اصر المتظاهرون على اعتصامهم، وبعد مفاوضات مع قيادة القوات الأمنية سمحوا لهم بدخول مياه الشرب فقط إلى المعتصمين.
وافترش المحتجون الأرض وتحت أشعة الشمس الحارقة وهم يرددون هتافات كلا كلا للفساد نعم نعم للعراق.
ترهيب وتجويع

الناشط المدني باسم خزعل خشان، وأحد ناشطي التظاهرة، طالب الحكومة المحلية ورئيس الوزراء، حيدر العبادي بحماية المعتصمين وتوفير مستلزمات الاعتصام من خيم وماء وغذاء لأنهم أصحاب حق يطالبون بتوفير أبسط مستلزمات العيش من ماء وكهرباء وفرص عمل للعاطلين ومحاسبة الفاسدين.
وأضاف خشان، في حديث مع "طريق الشعب"، "سنواصل اعتصامنا السلمي على الرغم من ممارسة القوات الأمنية أساليب الترهيب والتجويع للمعتصمين".
"
لن نبرح مكاننا"

وصرح الشيخ أبو عزاره الحجيمي أحد شيوخ عشائر آل بو جياش لوسائل الإعلام المتواجدة في مكان المعتصمين، قائلا لن نبرح مكاننا هذا ونفترش الأرض ونتحمل الجوع والعطش من أجل العراق وفضح الفاسدين ومحاكمة سراق المال العام وتوفير الخدمات وفرص العمل.
واردف أبو عزاره، انه على الرغم من قلة عدد المعتصمين في بداية الاعتصام بسبب حرارة الجو إلا أن العدد بدأ يزداد بعدما هرع أهالي السماوة وهم يحملون الطعام والشراب والفراش للمعتصمين مما أعطاهم دفعة قوية للاستمرار في التظاهر السلمي وتحمل الظروف الجوية القاسية.

"سنتابع الانتهاكات"

من جهتها، قالت مفوضية حقوق الانسان، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "وفداً من المفوضية برئاسة عقيل الموسوي وعضوية 4 مفوضين هم كل من فاضل الغراوي ومشرق ناجي انس العزاوي وفيصل عبدالله، التقى ممثلي المتظاهرين والتنسيقيات في السماوة"، مبينا ان "ممثلي المتظاهرين في السماوة كشفوا لوفد المفوضية تعرضهم الى الاعتقال دون اوامر قضائية".
واضاف ان "المفوضية وثقت شهادات عدد من المتظاهرين الذين تم تعرضهم الى مختلف الانتهاكات"، موكدا ان "المفوضية ستتابع بشكل جاد كل الانتهاكات التي تعرض اليها المتظاهرون خلال المطالبة بحقوهم المشروعة".
واشار الى ان "ابواب المفوضية مفتوحة امامهم وسيتم التنسيق مع قيادة العمليات والقضاء لمحاسبة جميع المقصرين بحق المتظاهرين".
الى ذلك، قال عضو المفوضية فاضل الغراوي، في بيان مقتضب، تم "إطلاق سراح المتظاهرين المعتقلين في محافظة المثنى والبالغ عددهم 76".