طريق الشعب
تظاهر مئات المواطنين، امس الاحد، في خمس محافظات، بينها بغداد، وسط اجراءات امنية مشددة، معربين عن غضبهم ازاء تجاهل مطالبهم المشروعة، وعدم تقديم كبار الفاسدين الى القضاء، فيما شددوا على ضرورة اصلاح النظام السياسي القائم، واقامة حكومة وطنية تلتزم بالعدالة الاجتماعية وتوفر الحياة الكريمة لهم.

بغداد
شهدت ساحة التحرير، وسط بغداد، مساء امس الاحد، تظاهرة تطالب بمحاكمة الفاسدين، واصلاح العملية السياسية، وتوفير الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء وخدمات اخرى.
وفرضت القوات الامنية، اجراءات مشددة حول الساحة، ونشرت عناصرها بكثافة حول المداخل المؤدية الى ساحة التحرير.

واسط
وفي واسط، قال مراسلنا، شاكر القريشي، ان المئات من أهالي ناحية الدبوني التابعة لمحافظة واسط والنواحي المجاورة لها، تظاهروا صباح الاحد أمام مديرية شرطة الناحية، معربين عن قلقهم من تجاهل المسؤولين في الحكومة المحلية والاتحادية لتردي الواقع الخدمي.
وتحدث الناشط المدني الشيخ أحمد الكلابي، لـ"طريق الشعب"، "قررت اللجنة التنسيقية لشمال واسط النزول في تظاهرة موحدة للنواحي والاقضية والتنسيق العالي للحفاظ على سلميتها للضغط على الحكومة بسبب عدم الايفاء بوعودها، حيث اشترك المئات من الشباب العاطلين، وكانت شعاراتهم (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق/ كلا كلا للفساد وغيرها
وكان في استقبال المتظاهرين نائب محافظ واسط ورئيس لجنة الخدمات وعدد من اعضاء المجلس ومدير الناحية ضمن حماية امنية مشددة.
حيث سلمت اللجنة التنسيقية للتظاهر حزمة من المطالب، أبرزها (إيجاد فرص عمل للشباب العاطلين، توفير مفردات البطاقة التموينية، تحسين الكهرباء، زيادة اطلاقات المياه في نهر دجلة).
واتفقت تنسيقيات التظاهرات، على تظاهرة أمام محطة الزبيدية الحرارية، غدا الثلاثاء، للضغط على الحكومة المركزية ووزارة الكهرباء لإطلاق حصة المحافظة من الكهرباء وحسب العقد الموقع بين المحافظة والوزارة، وتجهيز المحافظة ب٢٤ ساعة.
ووجه الناشط الشيخ حسين جودة البطيخ، كلمة أمام القوات الحكومية والمسؤولين عبر مكبرات الصوت، قائلا "اذا لم تلب مطالبنا خلال خمسة عشر يوما.. تكون لنا وقفة اخرى، وسنقوم بقطع الطريق العام والتحشيد العشائري والأهالي لحين تحقيق مطالبنا المشروعة والتي كفلها الدستور العراقي خدمة للصالح العام".
وانتهت التظاهرة الساعة الثانية عشر بدون حوادث تذكر.

المثنى
في المثنى، قال مراسلنا، عبد الحسين ناصر السماوي، ان تظاهرة جماهيرية كبيرة سلمية، انطلقت صباح الاحد، شارك فيها المئات من أهالي المثنى، حيث توجه المتظاهرون بعد تجمعهم في كورنيش السماوة، الى ساحة الاحتفالات وهم يحملون الإعلام العراقية ولافتات كتب عليها (نطالب بتشكيل حكومة وطنية بلا محاصصة ولا فاسدين)، (المجد والخلود لشهداء لقمة العيش)، (سلميه الاحتجاجات قوة لها).
كما هتف المتظاهرون (اطلع يا شعب لتكول شعليه) (كلا كلا للفساد نعم نعم للعراق).
المتظاهر حيدر ناصر، تحدث لـ"طريق الشعب"، قائلا "انا مهندس متخرج منذ ست سنوات و عاطل عن العمل حتى الان والتعيينات في العراق صارت لمن يدفع أكثر او لمن عنده واسطة في حزب متنفذ في السلطة".
وأضاف حيدر ان "ثورة الجياع ليست انقلابا على الدولة ولكن هي رد فعل للمظلومية وعدم اهتمام الدولة بمطالب الشعب العراقي"، مطالبا "رئيس الوزراء
بأن تكون التعيينات مركزية من قبل الحكومة المركزية وليس من قبل الحكومات المحلية، للنأي بها عن المحسوبية والمنسوبية".
بدوره، قال المتظاهر محمد كاظم، "نتظاهر اليوم بعدما شبعنا من الوعود والشعارات الطنانة عن الإصلاح ، وأن غضب عموم المتظاهرين في العراق جاء نتيجةً الحرمان والامتيازات الضخمة التي يتمتع بها البرلمانيون والرئاسات الثلاثة وأعضاء مجالس المحافظات في حين المواطن العراقي يتلظى جوعاً وحرمانا من ابسط الحقوق".
وتجمعت الحشود المتظاهرة في ساحة احتفالات المحافظة وتحيطها القوات الأمنية ، مع قطعها شوارع وتقاطعات مهمة في مركز المدينة.
وطالب المتظاهرون رئيس مجلس الوزراء بالاستجابة السريعة لمطالب الشعب العراقي من تحسين الخدمات والنهوض بالبلد نحو الأفضل والعمل على تحسين منظومة الكهرباء والصحة والماء وتوفير فرص العمل للعاطلين ومحاسبة الفاسدين من وزراء وغيرهم الذين اوصلوا البلد الى حافة الهاوية.
وانتهت التظاهرة الجماهيرية دون وقوع اي حدث يذكر، ويرجع الفضل الى تمسك المحتجين بالسلمية والحفاظ على ممتلكات الدولة.

الديوانية
تظاهر المئات من اهالي الديوانية، صباح امس، منطلقين من شارع المصورين الى مبنى الحكومة المحلية، مطالبين بإقالة المحافظ من منصبه، ومحاسبة اعضاء مجلس المحافظة اثر فشلهم في خدمة المحافظة. بحسب متظاهرين.
ورفع المحتجون في الديوانية لافتات للمطالبة بمحاسبة المفسدين واقالتهم، فضلا عن تحسين الخدمات وتوفير فرص العمل، الى جانب تقديم "قتلة" المتظاهر حسين يوسف، في تظاهرة الجمعة، الى القضاء.
واغلقت الاجهزة الامنية، قبيل انسحاب المتظاهرين الباب الرئيس لمجلس المحافظة لمنع دخول المتظاهرين ونصبت اسلاكا شائكة بالاضافة الى دوريات ثابتة وراجلة لفرض المزيد من الاحتياطات.
واعلنت حكومة الديوانية المحلية، متابعة الإجراءات التحقيقية الخاصة بحادثة يوم الجمعة الماضي التي أودت بحياة الشاب المتظاهر حسين يوسف، فيما اشارت الى ان الاجراءات ستكون بالتنسيق مع وزارة الداخلية من أجل إحالة المقصرين إلى القضاء.

ذي قار
وفي ذي قار، تظاهر المئات، في ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، احتجاجا على تردي واقع الخدمات وانعدام فرص العمل، مطالبين الحكومتين المحلية والاتحادية، بالنظر في معاناتهم.
وتوجه المتظاهرون بهتافات تندد بالفساد وتجاهل الحكومة لمعاناتهم، الى مبنى محافظة ذي قار، ثم انسحبوا تدريجيا.

البصرة
في الاثناء، افاد مصدر طبي مسؤول، ان أحد المتظاهرين من محافظة البصرة قد توفي جراء إصابة بليغة تعرض اليها على ايدي القوات الأمنية العراقية اثناء الاحتجاجات.
وبحسب وكالة انباء محلية، فان المتظاهر احمد حسن قد فارق الحياة مساء السبت في احد مستشفيات البصرة متأثرا بإصابة شديدة في منطقة الرأس تعرض لها في احتجاجات الاحد الماضي.
واستشهد ما لا يقل عن 15 متظاهرا وأصيب العشرات بينهم عناصر أمن خلال الاحتجاجات التي شهدتها محافظات وسط وجنوب العراق خلال الأيام الماضية.