رشيد غويلب
جدد الناخبون في فنزويلا، في العشرين من ايار الفائت، الثقة بالرئيس اليساري نيكلاوس مادورو. ولم تعترف الولايات المتحدة وحلفاؤها المقربون بنتائج الانتخابات، التي امتازت بادنى مشاركة في التصويت (46 في المائة) منذ انطلاق التجربة البوليفارية في البلاد قبل قرابة 20 عاما. وفي لقاء له مع قياديين في الحزب الشيوعي الالماني، في مقر الاخير، قدم كارلوس فيمر مسؤول العلاقات الاممية في الحزب الشيوعي الفنزويلي عرضا لسياسة حزبه وقراءة لنتائج الانتخابات الاخيرة. في مايلي اهم ماطرحه فيمر في اللقاء المذكور.
انخفاض نسبة المشاركة

يعيد الحزب الشيوعي الفنزويلي نسبة المشاركة المنخفضة في الانتخابات الى ثلاثة عوامل هي: عدم رضا اوساط من الحركات الاجتماعية وقوى اليسار، بمن في ذلك جزء من انصار الرئيس الراحل تشافيز، عن الاداء الحكومي في التعامل مع الازمة. والسبب الثاني هو ان ترافق عمليات التصويت مع اضراب قطاع النقل منع الكثير من الناخبين من الوصول الى مراكز الاقتراع. وثالثاً ، دعوة جزء كبير من المعارضة اليمينية إلى المقاطعة. ومع ذلك، شارك قسم آخر من المعارضة في الانتخابات. و لم يدعم ناخبو هؤلاء المرشحين سياسة الحكومة، لكن مشاركتهم في التصويت عبرت عن اعترافهم بشرعية النظام السياسي في البلاد.
وشدد فيمر على ان نسبة المشاركة يمكن ان تعتبر منخفضة، لو جرت هذه الانتخابات في ظروف مستقرة، لكن الانتخابات لم تجر في ظل ظروف طبيعية. وفي الاحياء التي يسكنها الاثرياء جرى منع الناخبين من الوصول الى مراكز الاقتراع، وكان الناس هناك خائفين حتى من التصويت لمرشحي المعارضة.
المسؤولية الوطنية وشراء الاصوات

قبل الانتخابات، وعد مرشح المعارضة الرئيسي هنري فالكون الناس بتقديم مبالغ نقدية لتحسين وضعهم على الفور في حال انتخابه. وبموجب وعوده تحصل كل أسرة على 75 دولارا - مع ارتفاع التضخم في فنزويلا يعتبر هذا المبلغ كبيرا. ويقدر فيمر أن المعارضة كانت ستفوز في الانتخابات لو قبل الناس وعود "مثل هذا الاسلوب البدائي". وعلى العكس من ذلك، كان هناك مستوى عال من الوعي لدى الناخبين، على الرغم من الصعوبات الاجتماعية الهائلة، للدفاع عن العملية البوليفارية والدستور الديمقراطي الذي أقره الرئيس الراحل تشافيز. ويرى فيمر: "لقد كانت هذه انتخابات سياسية للغاية وموجهة أيديولوجياً. وهذا سبب آخر جعل نتائجها مهمة لأنها عبرت عن القرار السياسي الأيديولوجي للأغلبية العظمى بعدم الوقوع في فخ الرأسمالية".

الشيوعي الفنزويلي والرئيس مادورو

ان دعم الشيوعيون للرئيس مادورو في مواجهة اليمين المدعوم من الخارج لا يمنع الحزب من نقد سياسة الحكومة، والتركيز على المشاكل الاجتماعية الهائلة، يقول فيمر: "ان وضع الأسر يقترب من الياس" و " التضخم المرتفع لا يجعل من الممكن إنقاذ الا القليل ، ولا تعرف ، ما الذي ستفعله غدًا. ومع ذلك ، كان هناك دعم واضح للرئيس وسط الانتقادات العديدة والمطالب الكثيرة، وهذا أيضا مرتبط بالوعي: يجب عدم استغلال النقد للاتجاه نحو اليمين".
لقد احتاج الشيوعيون وقتا طويلا ليعلنوا دعم الرئيس في هذه الانتخابات. وفي نهاية شباط الفائت قرر مندوبو كونفرس وطني للحزب، بعد نقاش طويل، اعتبار الرئيس مادورو مرشحهم. وهذه القضية كانت محط اهتمام الصحافة المحلية. لقد كانت شروط الحزب الشيوعي هي التفاوض مع حزب الرئيس "الحزب الاشتراكي الموحد" على نقاط برنامجية. وتم التوقيع في القصر الجمهوري على اتفاقية بشان معالجة اكثر جذرية للازمة في البلاد. وكان التزام الرئيس هذا سببا في اعلان الحزب الشيوعي دعمه لمادورو، وعلى الرغم من ذلك يعلن الشيوعيون موقفهم بوضوح: "نحن لسنا حزبا حاكما. ولدينا تناقضات كبيرة مع حكومة الرئيس مادورو - تناقضات سياسية وأيديولوجية ولكن براغماتية للغاية ". ويواجه الحزب مهمة خلق وضوح لدى الناس، بان الحزب يدعم الرئيس، ولكنه حزب مستقل ويملك برنامجا مستقلا. وفي النهاية استطاع الحزب الشيوعي تعبئة 170 الف ناخب، اي قرابة 2 في المائة، وهي لاتمثل طموح الحزب الانتخابي، ولكنها اكدت موقع الحزب في المعسكر البوليفاري.
وفي النهاية اكد فيمر على ان" المشكلة الرئيسية الآن هي دفع عجلة الاقتصاد الى امام، وثانياً ، تشكيل حكومة تستعيد بعض ثقة المواطنين. والثالث يخصنا: كيف نخرج من هذه الأزمة الرأسمالية؟ "وفي اوساط السكان هناك وعي كبير بالاتجاه الضروري:" الحل هو المزيد من الثورة ، وليس الثورة المضادة".