متابعة – طريق الشعب

اعرب الرئيس السابق للحزب الديموقراطى الاجتماعي والبرلمان الأوروبى مارتن شولز، لوكالة الانباء الألمانية عن غضبه من تصريحات السفير الامريكي الجديد في برلين، قائلاً  إن "ما يقوم به هذا الرجل امر غير مسبوق في الدبلوماسية العالمية". وأضاف "لو أن سفير ألمانيا قال في واشنطن إنه هناك لتمكين الديموقراطيين لكان طُرِد فورا. وقال شولز في وقت سابق إن السفير الأمريكى لم يتصرف كدبلوماسى بل "كضابط استعمارى يمينى متشدد".

وكانت تصريحات قد ادلى بها السفير الامريكي في نهاية الاسبوع الفائت  لموقع "برايتبارت" البريطاني اليمينى المتطرف، قد أثارت المزيد من الغضب، والتي دعا فيها الى تعزيز دور اليمين الشعبوي المحافظ في اوربا. واثارت مزيدا من الاستغراب خطته لاستضافة مستشار النمسا اليميني  المحافظ سيباستيان كورتس، والذي يقود تحالفا حاكما مع النازيين النمساويين الجدد، الذي يصفه السفير الأمريكى بـ"النجم". وأوضح غرينل إنه اتصل بمجموعة من المحافظين في أوروبا، وقال: "أرغب بشدة في تدعيم محافظين آخرين في كافة أوروبا. وأضاف: "اعتقد أن انتخاب دونالد ترامب منح المواطنين القدرة على القول إنهم لن يسمحوا ببساطة بأن تقرر الطبقة الحاكمة (في أوروبا) قبل الانتخابات من سيفوز بها ومن سيترشح عنها".

المستشارة الالمانية ميركل لم ترغب في التعليق على تصريحات غرينل، واكتفت بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بالقول، انه سيكون هناك لقاء مع السفير الامريكي في وزارة الخارجية الالمانية.

من جانبها طالبت  سارا فاكنكنشت رئيسة كتلة حزب اليسار في البرلمان الالماني بالطرد الفوري للسفير الالماني من برلين: "ان أي شخص ، مثل السفير الأمريكي ريتشارد غرينل ، يعتقد أنه يستطيع أن يكون الملك الذي يحكم في أوروبا، ليس بامكانه البقاء دبلوماسيًا في ألمانيا"، واضافت " إذا كانت الحكومة الاتحادية تأخذ السيادة والديمقراطية في بلدنا بجدية ، فلا ينبغي عليها أن تدعو غرينل إلى تناول القهوة والحوار ، بل أن تطرده على الفور".

وشددت  سيفيم داغديلين نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني على انه: "من خلال إعلانه في بوابة برايتبارت لندن اليمينية المتطرفة الرغبة في التدخل في سياسة أوروبا وعزمه دعم قوى محافظة، يعلن السفير الأمريكي ريتشارد غرينل نفسه كمبعوث تغيير النظام لرئيسه (دونالد ترامب)"

وناشدت داغديلين وزير الخارجية الألماني هايكو ماس استدعاء غرينل لوزارة الخارجية وإعلان رفض أي تدخل لواشنطن في الشؤون الداخلية، وإتباع سياسة خارجية أوروبية مستقلة وإعلان رفض لسياسة المواجهة التي تدعمها واشنطن مع روسيا.

وقالت داجديلين: "من الضروري أن يكون هناك تراجع  واضح عن خطط التسلح الأمريكية للناتو ،وعدم مضاعفة ميزانية الدفاع الألمانية المخطط لها".

وعلى النقيض من ذلك ، اكدت الحكومة  النمساوية أن غرينل مقرب من ترامب. "ولا سيما في أوقات كهذه ، من المهم أن نبقى على اتصال مع أقرب المقربين من الرئيس الأمريكي، وخصوصا فيما يتعلق بقضايا السياسة التجارية والعلاقات عبر الأطلسي". وهناك عدد من شخصيات اليمين المحافظ الالماني مثل وزير الداخلية وزعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست سيهوفر، قد التقوا السفير الامريكي،  فضلا عن  ان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو التقى  هو الاخر السفير غرينل أثناء زيارته لبرلين.   

تولى غرينل منصبه الدبلوماسى الجديد في برلين، في 9 ايار الماضي، حيث أثار الغضب مباشرة، عندما قال عبر "تويتر"، في اليوم ذاته، إن على الشركات الألمانية وقف التعامل مع ايران، ووجه غرينل ايضاً. بالتزامن مع إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى انتقادا حادا لألمانيا بصفتها عضواً في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وذكر أن ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا، ويتعين عليها التعامل مع مسؤولياتها تجاه التحالف الدفاعي على محمل الجد.

وأضاف غرينل أن الحكومة الأمريكية تطالب بذلك، لكن برلين لم تطرح حتى الآن خططا جادة توضح كيفية تحقيقها لهدف إنفاق اثنين في المائة من إجمالي الناتج المحلي لها على الدفاع بحلول عام 2024.