رشيد غويلب
منذ العشرين من كانون الثاني المنقضي والعدوان التركي على مقاطعة عفرين السورية يتواصل، وتشارك القوات التركية عدوانها منظمات ارهابية كانت حتى الأمس القريب جزءاً من القاعدة وداعش وجبهة النصرة، فضلا عن مشاركة منظمات فاشية تركية، مثل منظمة "الذئاب الرمادية". ويستمر العدوان بتواطؤ دولي واقليمي مفضوح قائم على معاداة حق الشعوب بتقرير مصيرها، وخوف انظمة الاستبداد من التجارب القائمة على الديمقراطية وعلى توسيع مشاركة الجماهير في القرار السياسي.
ومع اتساع القصف التركي وشموله البنى التحتية في مدن المنطقة، اشار المتحدثون باسم القوات المدافعة الى إن الطائرات التركية استخدمت قنابل النابالم، والأسلحة الكمياوية المحرمة دوليا.

صمت رسمي وتضامن شعبي

وفي الوقت الذي يستمر فيه صمت حكومات المنطقة والعالم على ما يجري في عفرين، تتسع حركة احتجاج وتضامن مع سكان المقاطعة والوحدات المدافعة عنها. وتشمل حركة التضامن جميع انحاء العالم، وتشارك فيها الجاليات الكردية في الخارج، وقوى اليسار السياسي والاجتماعي العالمي، وطيف واسع من حركات السلام والحركات الاجتماعية ألأخرى. وشهدت نهاية الاسبوع الفائت في العديد من عواصم العالم ومدنه الرئيسة تظاهرات واسعة، نددت بالعدوان التركي، ودعت إلى انهاء العمليات العسكرية ضد سكان المنطقة.
وجرت تظاهرات في الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا، وفي العديد من العواصم الأوربية: فى امستردام شارك حوالي الفي مشارك فى مسيرة احتجاج ضد الغزو العسكري التركي. وتجمع الاف فى مظاهرة احتجاجية فى كوبنهاغن. كذلك في بروكسل، استكهولم، ويتوبوري، وستراس بورغ، والعديد من مدن المانيا. وشددت الكلمات التي القيت في هذه التظاهرات على رفض العدوان والتنديد به. واكدت ان الهجوم الذي تشنه دولة عضو في حلف شمال الأطلسي على شعب يقاتل داعش أمر غير مقبول. ووصف أردوغان في هتافات المحتجين بأنه قاتل وفاشي وديكتاتور.ونددت مساهمات اخرى بتواطؤ دول المنطقة والعالم مع العدوان تلبية لمصالح آنية ضيقة على حساب حياة مئات الآلاف من السكان المدنيين.

تظاهرة كولون الالمانية

شهدت مدينة كولون في غرب المانيا والمعروفة بوجود جالية كردية كبيرة فيها، تظاهرة حاشدة، كانت الأكبر في اوربا. وشارك في التظاهرة عشرات الآلاف يمثلون القوى الديمقراطية الكردستانية، وقوى اليسار وحركة السلام الالمانية. وقد تأخر انطلاق التظاهرة بسبب قطع الشرطة الطريق المخصص لسير التظاهرة. وبعد وقت قصير من انطلاقها قامت الشرطة بايقافها بحجة رفع المتظاهرين لصور ورموز تمثل حزب العمال الكردستاني المحظور نشاطه داخل المانيا، بالاضافة إلى رموز واعلام وحدات المقاومة الشعبية، وقوات سوريا الديمقراطية. وقبل إن تصل التظاهرة إلى ساحة التجمع النهائي، اتخذت الشرطة قرار بانهاء التظاهرة وتفريق المشاركين فيها، مستخدمة خراطيم المياه، بحجة الاسباب التي تمت الاشارة لها.
وتعليقا على اجراء الشرطة التعسفي قال أيتن كابلان، الرئيس المشارك للمركز الديمقراطي للأكراد في ألمانيا: "إن تظاهرتنا الكبيرة اليوم في كولون لإنهاء الحرب العدوانية التركية على عفرين اوقفت مبكرا، بسبب قمع الشرطة " وان ما جرى هو تقييد لحرية الرأي والتجمع في المانيا. وبحجة رفع صور رموز ممنوعة، جرت محاصرة آلاف المتظاهرين السلميين.

حزب اليسار الالماني يفضح قمع الشرطة

المتحدثة الرئيسة في تجمع التظاهرة الختامي، والرئيسة المشاركة لحزب اليسار الالماني، وعضوة البرلمان الاتحادي ، "كاتيا كيبنغ"، والتي لم تتمكن من القاء كلمتها نتيجة لانهاء الشرطة للتظاهرة عبرت عن غضبها وشجبها للقرار بالقول:"لقد تظاهر في كولون عشرات الالاف ضد الحرب التركية. وكان بينهم الكثيرون من اكراد عفرين والمناطق المحيطة بها. وقد نقلوا لي الكثير عن وطنهم المهدد بالحرب. لقد كان قرار الشرطة بتفريق التظاهرة فضيحة كبرى. لقد اوقفت التظاهرة قبل نهايتها، بسبب رفع صور عبد الله اوجلان الممنوعة. وإن المانيا تصدر دبابات "ليوبارد2 " ، التي يستخدمها الجيش التركي الآن ضد اكراد عفرين، وهناك العديد من الضحايا المدنيين، ويروج الطاغية اردوغان علنا لتهجير الأكراد من عفرين".