يوسف ابو الفوز

(تصوير جمال الخرسان)     

في العاصمة الفنلندية، هلسنكي، وفي احد المباني التأريخية في العاصمة الذي شيد عام 1891م ليكون مقر مجلس عموم دوقية فنلندا، تم الاعلان عن نتائج الانتخابات الفنلدية الرئاسية، لاختيار رئيس البلاد، والتي كما كان متوقعا، فاز فيها رئيس الجمهورية ساولي نينستو (مواليد1948) ، لولاية ثانية لمدة ست سنوات، ومن الجولة الاولى، وهذه اول مرة تحصل في البلاد ، حيث نال 62.7% من الاصوات .

خاض الانتخابات الى جانب رئيس الجمهورية سبعة مرشحين ينتمون الى احزاب من اليسار والوسط واليمين ، ونتيجة اقرب منافسيه كان مرشح حزب الخضر بيكا هافيستو والذي نال 12.4 %، وبلغت نسبة مشاركة الناخبين 69.9 % لهذا العام مقابل 72.8% فى عام 2012 .خاض الانتخابات الى جانب رئيس الجمهورية سبعة مرشحين ينتمون الى احزاب من اليسار والوسط واليمين ، ونتيجة اقرب منافسيه كان مرشح حزب الخضر بيكا هافيستو والذي نال 12.4 %، وبلغت نسبة مشاركة الناخبين 69.9 %  لهذا العام مقابل 72.8%  فى عام 2012.

 ولم يتجاوز بقية المرشحين نسبة 10% . جاء بالمرتبة الثالثة  لورا  هتاساري  بنسبة 6.9% مرشحة الحزب اليميني المتطرف الشعبوي "فنلندا الاساس"، الذي اعتبر رئيس الحزب نتائج الانتخابات بالنسبة له كارثية ، اذ ان حزبه كان يطمح بأن تنال مرشحتهم اصواتا كافية تؤهلها للاشتراك في جولة ثانية.

واشار المراقبون الى ان رئيس الجمهورية ساولي نينستو نجح في حملته الانتخابية بتقديم نفسه بصورة السياسي المعتدل والزوج الآمن القادر على التعامل مع الجارة روسيا، ويذكر ان رئيس الجمهورية متزوج من شاعرة فنلندية يكبرها ب 29 عاما و ينتظران الان طفلا ، واخذت قصة الطفل القادم  مساحة واسعة خلال الحملة الانتخابية لتخلق له صورة محببة عند الناخبين .

 وساولي نينستو هو محامي تخرج من جامعة توركو و قد شغل عدة حقائب وزارية ، ورئاسة الوزراء والبرلمان الفنلندي، قبل توليه رئاسة الجمهورية في 1 اذار 2012 . وهو احد اعمدة حزب الائتلاف الوطني الفنلندي (يمين تقليدي) ، وبأسم حزبه تولى العديد من المسؤليات في الدولة الفنلندية ،  لكنه في هذه الانتخابات شاء دخولها كمرشح مستقل ينتمي الى ما سماه التيار الوطني، وكان لهذا اسبابه، اولها تمييز موقفه عن حزبه المؤيد لانضمام فنلندا لحلف الناتو ، بينما يعتبر ساولي نينستو من مهندسي سياسة "الباب المفتوح " في العلاقة من الناتو والتي تتلخص بعدم الانضمام الى حلف الناتو ، ولكن عدم غلق الباب وامكانية التعاون المشترك، وهذا الموقف الى حد ما ينال رضا الجار الروسي، الذي عبرت عنه اللقاءات المتكررة والزيارات الودية بين نيستو وفلاديمير بوتين، التي اعتبرت دعما غير مباشرا لنينستو في الانتخابات الرئاسية ، الذي في لفتة ربما محسوبة، جامل الصحفيين الروس في اول مؤتمر صحفي له بجمل روسية متقطعة. ونتائج الاستطلاعات تشير الى ان اربعة من كل خمسة فنلنديين يعارضون انضمام فنلندا لحزب الناتو، وهذا الذي جعل الناخب الفنلندي يعاقب مرشح حزب "الشعب السويدي في فنلندا" فنال اقل الاصوات كونه المرشح الوحيد الذي ينادي بالانضمام لحلف الناتو ، مما جعل الانتخابات الرئاسية تكون كأعلان واضح لموقف الشعب الفنلندي من حلف الناتو، وهذا الذي اشارت له مرشحة حزب اتحاد اليسار التي قالت بأن فوز رئيس مؤيد للسلام وضد الناتو يرضيها. ويأتي فوز نينستو اعلانا بقبول الناخب الفنلندي بطريقته في الحفاظ على علاقات متوازنة مع الجيران ، وكون فنلندا على الصعيد الاوربي، لعبت بنجاح دور الوسيط في استقرار العلاقات مع روسيا ، خلال الازمة الاوكرانية ، ومع تركيا لتوقيع اتفاقيات خاصة بأزمة اللاجئين .  

وفي الواقع لم يجد الناخب الفنلندي نفسه في حيرة كبيرة ،  الى درجة ان جريدة النييورك تايمز وصفت الانتخابات الرئاسية الفنلندية كونها "انتخابات مملة "، فلم تكن المنافسة شديدة ، وكل الاستطلاعات المبكرة كانت تتوقع فوز نينستو من الجولة الاولى،  فخلال الحملة الانتخابية ورغم تعدد المرشحين الا ان البرامج كانت متقاربة ، فسبعة من المرشحين كانوا ضد انضمام فنلندا لحلف الناتو، ولم تكن الحوارات في المناظرات التلفزيونية حامية ، وكان مرشحي احزاب الوسط واليمين المعتدل يتحدثون بعقلانية أحيانا افضل من مرشحي اليسار( حزب الخضر، الديمقراطي الاجاتماعي ، اتحاد اليسار) ، الذي يم يكونوا فاعلين خصوصا في الحديث عن ملفات مهمة تتعلق بسياسة الحكومة اليمينية الحالية وموقفها من العاطلين عن العمل والهجرة واللجوء.

ما يمكن الاشارة له هنا ان وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا فاعلا في الحملة الانتخابية،  واستخدمت عوامل اخرى خارج اللوائح السياسية، مثلا  انتظار الرئيس انتظار  نينستو وزوجته  لولادة طفل ، حيث  نالت اهتمام قطاع واسع من الناخبين. وفي اول تصريحاته بعد اعلان فوزه قال الرئيس الفنلندي بانه لم يكن يتوقع هذه النتيجة ، وانه ممتن للناخبين ، وسعيد ليكون رئيسا لبلد جميل مثل فنلندا ، وردا على تشكيك بالبعض بأن هذا الفوز السهل قد يكون مسيئا للعملية الديمقراطية ، قال بأن الانتخابات جاءت وفقا لمباديء الدستور والقانون الفنلندي .