حين اطلق يوسف سلمان يوسف "فهد" ( 1901 ـ 1949)، مؤسس الحزب الشيوعي العراقي، القائد الشيوعي الميداني، الذي سماه الباحث حنا بطاطو بـ " القائد الاسطورة "، صرخته الشهيرة عند لحظات تنفيذ حكم الاعدام به وبرفاقه الخالدين :

ـ الشيوعية اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق.

كان قد سبق ذلك، وفي معرض دفاعه عن افكاره في قاعة المحكمة، التي حكمت عليه بالاعدام ان قال :

ـ انا وطني، وحين صرت شيوعيا صرت اشعر بمسؤولية اكبر تجاه وطني.

وكان ذلك، وصار دستورا عند الشيوعيين العراقيين وانصارهم، يرددوه ويمارسوه في كل الفترات والمراحل السياسية.

هكذا وجد ابناء العراق، في هذا الحزب المناضل، العريق، حامل لقب" حزب الشهداء "، بسفره الخالد، ملاذا يظللهم بمبادئه وانتمائه الى الوطن، بغض النظر عن انتمائهم القومي والديني. فالحزب الشيوعي العراقي، وكما تثبت وثائق مؤتمره العاشر المنعقد في كانون الاول 2016 هو (تجسيد حي لوحدة نضال الشعب بقوميتيه الرئيستين العربية والكردية وقومياته الاخرى واديانه وطوائفه وهو يكافح بلا هوادة الشوفينية وضيق الافق القومي والنعرات لطائفية والعنصرية من اي مصدر كان)، وكأتحاد طوعي فلوائحه الداخلية لا تشترط سوى الانتماء الى الوطن والفكر الانساني التقدمي الحر، وهكذا فعضو الحزب الشيوعي العراقي حين يسمع تلك الاسئلة المقيتة:

ـ من اي طائفة، من اي عشيرة، من اي قومية، من ...؟

لا يجد جوابا يتلاءم مع انتمائه وارتباطه بقضية الناس ومستقبل الوطن، افضل من عبارة :

ـ انا شيوعي، مواطن عراقي !

وفي ظل السياسة الطائفية التي اتبعتها بعض القوى السياسية الطائفية، محاولة التعكز عليها لتحقيق مكاسب آنية، مضللة بذلك فئات معينة من ابناء شعبنا خلف شعارات ديماغوجية طائفية، يكون الحزب الشيوعي العراقي من الاطراف السياسية القليلة المحلقة بعيدا عن سماء الاحتقان الطائفي المقيت، وبهذا وعن جدارة واستحقاق فهو الحزب العراقي الذي يشكل وجوده ونضاله تجسيدا حيا للوحدة الوطنية العراقية.

ان الارتباط بالوطن ومصالح كادحيه، لم تكن هبة جاءت من احد، من خارج الوطن او من الجوار، ولم تأت بفتوى من قائد او هيئة حزبية، وانما هو حصيلة النضال العسير لجماهير الحزب واصدقائه والمرتبطين به فكريا وسياسيا، والذين قدموا قوافل لم تنته من الشهداء ، اختبروا فيه برامجهم وشعاراتهم، وادراكهم من كل هذا بأن شجرة الحزب لا يمكن ان تعيش وتأتي ثمارها الطيبة دون الارتباط بتربة وهواء الوطن، فتمر العراق لا يثمر دون صهد شمس الوطن.

هذا الملف تقدمه "طريق الشعب" في الذكرى 84 لتأسيس الحزب ، احتفاء بهذا السفر الخالد ، الذي صنع بهاءه مناضلون اشداء.. وتحية للشهداء الذين عمدوا بدمائهم المسيرة الخالدة .. وتحية لمناضلين يواصلون النضال ، داخل وخارج الوطن ، رغم كل المعوقات والصعوبات ، حالمين بالهدف الاسمى بوطن حر وشعب سعيد ،  وطن دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية .

مجدا لكل شهداء الحزب الابطال  ..

تحية لكل المناضلين من اجل الغد القادم ...

عاش الحزب الشيوعي العراقي !