رشيد غويلب
استبق رئيس جمهورية بيرو بيدرو بابلو كوتشينسكي، قرارا مؤكدا للبرلمان الوطني بإقالته، ليعلن الخميس الفائت عبر كلمة متلفزه تخليه عن مهام منصبه، وليغادر القصر الرئاسي بوقت قصير قبل إن تبث وسائل الإعلام خبر الاستقالة.
وكان مقررا إن يصوت البرلمان على عزله من منصبه بسبب "العجز الأخلاقي الدائم للرئيس"، على خلفية تهم تلقيه مع شركته الاستشارية في سنوات 2004 -2006 مبالغ بلغت قيمتها 782 الف دولار من شركة المقاولات البرازيلية العملاقة أوديبريشت، عندما كان وزيرا في حكومة الرئيس أليخاندرو توليدو. واتهم النواب رئيس الجمهورية بالكذب عليهم عدة مرات عندما نفى جميع التهم الموجة اليه في البداية ، ولكنه عاد للاعتراف بها جزئيا.
وكانت محاولة التصويت الأولى على اقالة الرئيس في كانون الأول 2017 ، قد فشلت نتيجة لصفقة بين الرئيس ومجموعة في كتلة المعارضة، امتنع بموجبها 9 نواب من التصويت، لقاء اصدار الرئيس عفوا عن الدكتاتورالسابق ألبرتو فوجيموري ، الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 25 عاما بعد إدانته بارتكاب جرائم تتعلق بحقوق الإنسان والكسب غير المشروع، ولأسباب "انسانية"، كما جاء في نص قرار العفو. وقد ادين فوجيمورى، الذى يدعي انه يعانى من امراض القلب، في عام 2007 بعمليات فساد والعديد من جرائم قتل ، واستخدام مليشيات فرق الموت، وانتهاكات خطيرة اخرى لحقوق الانسان.
لقد ادى قيام المعارضة بعرض تسجيل مصور الثلاثاء الى امكانية تحقيق اكثرية الثلثين المطلوبة لإقالة الرئيس. ويتضمن التسجيل المعروض قيام مجموعة من فريق عمل الرئيس بمحاولة تقديم رشى لاحد النواب، مقابل امتناعه عن التصويت لإقالة زعيمهم. والرئيس المقال مهدد الآن بمصير سلفه أولانتا هومالا ، الذي احتجز منذ نهاية عام 2017 ، بسبب اتهامات بالفساد. وقد قدّم الادعاء العام طلبا بإصدار قرار قضائي يقضي بمنع الرئيس المقال من مغادرة البلاد. وفي تطور لاحق صدر امر قضائيا بمنع الرئيس من مغادرة البلاد لمدة 18 شهرا. وقامت الشرطة بتفتيش منزلين للرئيس المقال في العاصمة ليما.
وفي كلمة الاستقالة، جدد الرئيس نفيه الاتهامات، معتبرا نفسه ضحية لها. واعلن إن تسليم السلطة سيتم وفقا للدستور، الذي ينص على تولي النائب الأول لرئيس الجمهورية قيادة البلاد في حال اقالته او استقالته، وعلى هذا الأساس سيتولى النائب الأول مارتين فيزكرا رئاسة البلاد، ولكن الاخير موجود في كندا، لأنه يقوم اضافة إلى منصبه السيادي، بمهام سفير بيرو في كندا. وقد أعلن عبر التويتر، في وقت متأخر من مساء الاربعاء الفائت ، أنه سيعود إلى بيرو و "ليضع نفسه في خدمة البلاد".
واعلنت قوى اليسار والنقابات في بيرو تمسكهم بتنظيم تظاهرات حاشدة في عموم البلاد التي كان يفترض أن تدعم الجهود المبذولة لإقالة الرئيس. وقد اصبح الآن المطلب الرئيس لهذه التظاهرات المطالبة إجراء انتخابات مبكرة فورية. من جانبها دعت نقابة المعلمين إلى "تصعيد النضال ضد النظام الفاسد بأكمله". و كان الرئيس المقال قد اصدر اوامره في ليلة عيد الميلاد باستخدام خراطيم المياه، والعصي المطاطية ضد متظاهري العاصمة، الذين طالبوا بإلغاء قرار العفو عن الدكتاتور السابق. وعلى الرغم من استخدام وسائل القمع امتدت التظاهرات في حينها إلى مدن البلاد الأخرى