طريق الشعب
طالب نواب، امس السبت، الحكومة الاتحادية، باتخاذ موقف واضح ازاء التدخلات العسكرية التركية وضرب اهداف في اقليم كردستان، معتبرين دخول القوات التركية الى اراضي الاقليم انتهاكا لسيادة البلاد، وعلى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، منع ذلك.
وأعلن الجيش التركي، تنفيذ عملية عسكرية بعمق 15 كلم مستهدفاً مقرات حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان، فيما كشف الجناح المسلح ل‍حزب العمال الكردستاني (PKK)، امس السبت، عن مقتل 18 جنديا تركيا في مواجهات مسلحة مع الجيش التركي شمالي محافظة اربيل.

عملية عسكرية

وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إنه "في ليلة 10-3-2018، نفذت قيادة اللواء 3 مشاة التابعة للفوج 34 حماية الحدود وقيادة اللواء (كوماندو) في قضاء كفر التابعة لمحافظة جولميرك، نفذت وبإسناد من الطائرات الحربية، عملية عسكرية على مقرات حزب العمال الكردستاني في مرتفعات كاني رش وخواكورك في شمال العراق (اقليم كردستان)، وهذه المنطقة محاذية لتركيا وتقع على ارتفاع 2500 متر على مستوى سطح البحر".
وتابع البيان أن "قوات المشاة نفذت العملية بعمق 15 كلم في أراضي شمال العراق (اقليم كردستان)، ودمرت خلالها 23 مخبأ، وقتلت 13 مسلحاً من حزب العمال الكردستاني، إضافة إلى اعتقال مسلح بعد إصابته بجروح"، مبيناً أن "القوات التركية ضبطت خلال أعمال تمشيط المخابئ، مجموعة من الأسلحة بينها صواريخ مضادّة للدبابات طراز (كونكورس)، وصواريخ (آر بي جي)، ورشاشات ثقيلة (دوشكا)، وبنادق رشاشات (كلاشينكوف)، وبنادق (M-16)، بما في ذلك عدد كبير من الأسلحة الخفيفة وقاذفات صواريخ وذخيرة ومتفجرات يدوية الصنع والوثائق التنظيمية".
يشار إلى أن كلا من خواكورك وكاني رش تتبعان لمنطقة سيدكان في قضاء سوران بمحافظة أربيل.

مقتل 18 جنديا تركيا

من جهته، قال الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني - في موقعه الرسمي، ان العملية التركية بدأت في الساعة السادسة من صباح يوم 15 آذار 2018، موضحا أنه تم استهداف موقع للجيش التركي.
وفي بيان صحفي، صدر امس، عن "البكه كه"، واطلعت عليه "طريق الشعب"، "شنت قوات الجيش التركي المتواجدة في منطقة برادوست الحدودية التابعة لناحية سيدكان، شمالي أربيل، هجوما على مواقعنا ثلاث مرات"، مبينا أن "قواتنا ردت على الهجوم واسفرت المواجهات عن مقتل 18 جنديا تركيا خلال الهجمات الثلاثة".
وأضاف الجناح، أن "اثنين من مسلحي العمال الكردستاني قتلا خلال المواجهات"، لافتا الى أن "الجيش التركي استخدم الطائرات الحربية خلال المعارك".
وكان مسؤولون في حكومة إقليم كردستان قد أكدوا، في وقت سابق، توغل القوات التركية بنحو 5 كم الى داخل الاراضي في منطقة ناحية سيدكان الواقعة في المثلث الحدودي العراقي التركي الايراني.
يذكر أنه يوجد في إقليم كردستان عدة قواعد للجيش التركي تضم أكثر من 2000 جندي وآليات وأسلحة متنوعة.
وكان قائممقام سوران، كرمانج عزت، قد قال في 11 آذار الماضي، إنه "على الرغم من أن الجيش التركي يتمركز منذ فترة في الجهة المقابلة من قرية برميز، لكنه بدأ الآن تحركات غير طبيعية في المنطقة"، مضيفاً "الجيش التركي المدعوم جواً، توغل بعمق 10 كلم داخل حدود إقليم كردستان".
وفي وقت سابق، قال مدير ناحية سيدكان، إحسان عبدالقادر جلبي، "أنزل الجيش التركي ليلة 14-12-2017 عدداً من الجنود من 3 مروحيات في مرتفعات سيدكان، وليلة الجمعة، 15-12-2017 أنزل الجنود عن طريق البر بعمق 6 كيلومترات في حدود إقليم كردستان دون حدوث أية مواجهات".
وتابع أن "الجيش التركي المتمركز في مرتفعات قرية برميز وجبل كبتين وكلي رش وقرب قرية شانشا مدجج بأسلحة خفيفة، بهدف تنفيذ عمليات خاصة في كلي رش، حيث يقال أن لحزب العمال الكردستاني مقرات في هذه المنطقة".

موقف حكومي ضعيف

في غضون ذلك، قال عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية، شاخوان عبدالله، في تصريح صحفي، "حتى الان موقف الحكومة العراقية تجاه الحكومة التركية ضعيف جدا وليس بالمستوى المطلوب، وبين الحين والاخر يسقط ضحايا من المدنيين نتيجة تلك الاستهدافات".
وأوضح عبد الله انه "كان هناك اتفاق في الفترة الماضية بين الحكومتين العراقية والتركية لمحاربة الكرد لمسافة لا تتجاوز 40 كم"، مستدركاً ان "هذا الاتفاق أصبح باطلاً الآن".

استدعاء السفير التركي

بدوره، قال النائب اردلان نورالدين، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "دخول القوات التركية الى اراضي اقليم كردستان، غير مبرر وانتهاك لسيادة العراق".
واضاف قائلا، ان "على وزير الخارجية، ابراهيم الجعفري، استدعاء السفير التركي لبيان اسباب الدخول العسكري دون اجراء اي اتفاق ثنائي"، مؤكدا ان "على رئيس الحكومة، حيدر العبادي ايضا الحفاظ على اراضي العراق وشعبها".
واشار الى ان العبادي، "مسؤول عن اي خروق امنية و عسكرية تحصل من القوات التركية، دون اجراء اتفاق محدد لحركات هذه القوات"، بحسب تعبيره.