رشيد غويلب
ستشهد اسبانيا اليوم الخميس، الثامن من اذار، وفي اطار الاحتفالات والنشاطات المتنوعة بمناسبة يوم المرأة العالمي، اضرابا نسويا. وستشارك في الاضراب نساء من مختلف الأعمار والخلفيات والاصول الاجتماعية. ويهدف الاضراب الى شل مؤسسات الدولة.
وستنظم تظاهرات للمطالبة بحقوق المرأة والمساواة، وضد العنف الذكورى. وتطالب النساء بعدم اهمال هذه القضايا في يومهن العالمي. وجاء في بيان 8 اذار لهذا العام: "نحن من هويات متعددة، ومتنوعات. وسوية سنكون اكثر" وطالب البيان بـ "مجتمع بلا استغلال، وبلا عنف بشري" ودعا الى " العصيان والنضال ضد تحالف الراسمالية والأبوية، الذي يريدنا مروضات، وخاضعات وصامتات".
وتقول منظمات، يجب ان يكون الصوت عاليا، والاضراب مستداما، بشكل يعيق النشاط اليومي المعتاد. وينبغي أن يؤدي الإضراب أيضا إلى جعل اهمية العمل ملحوظة، لكي لا يظل العمل في كثير من الأحيان غير منظور وغير مدفوع الأجر. ويقول احد شعارات الاضراب "إن الثورة تبدأ في مطبخك وحمامك الشخصي" ، والنضال يجب ان يكتمل بـ "اضراب ضد النزعة الاستهلاكية".
ولا تعتقد منظمات الاضراب في مقاطعة الباسك،انه سيشل الحياة حرفيا، على الرغم من أن الاضرابات العامة السابقة في الباسك، اقتربت من شل الحياة اليومية. ولكنهن يعتقدن ان الاضراب يشكل خطوة مهمة، ولاول مره تدعو جميع النقابات العمالية في المقاطعة الى الانضمام إلى الإضراب والتظاهرات.
ومن المتوقع ان يكون للاضراب تأثير كبير في مقاطعة كتالونيا، حيث أن النقابات العمالية قوية في المقاطعة ودعت الى دعم الاضراب. وبالإضافة إلى ذلك، سوف يوظف الاضراب للتحشيد بقوة لتفعيل ملف الاستقلال، الذي تلعب فيها النساء دورا محوريا. وقد دعت العديد من الناشطات النقابيات نقاباتهن الى دعم الاضراب، وتعزيز شرعيتة.
وتختلف الصورة في باقي اجزاء الدولة الاسبانية حيث تبنت النقابات الاصلاحية الكبيرة، والتي جاء موقفها متاخرا وشكليا في دعم الاضراب، حيث دعت "لجان العمال" و "اتحاد العمال" اعضاءها الى اضراب لمدة ساعتين فقط.
وبما ان اهداف الاضراب تمتد الى خارج دائرة المطالبة بالمساواة بين الجنسين، لتتضمن ابعادا سياسية مجتمعية عامة وفكرية، فليس جميع النساء يدعمن الاضراب، لان احزاب اليمين المحافظ والليبرالي، تتبنى تاريخيا مواقف سلبية من نضالات الحركة النسوية، فهذا حزب "المواطنين" اليميني الليبرالي، حديث التأسيس، والذي حقق نتائج لافتة في الانتخابات البرلمانية العامة، يشدد على ان النساء لا يضربن ضد عدم المساواة، بل ضد الرأسمالية. وتقول السكرتيرة العامة لحزب الشعب اليميني المحافظ الحاكم في مدريد، والتي تبذل دوما قصارى جهدها لكسر الاضرابات وافشال الاحتجاجات: "إن الإضراب للدفاع عن المساواة بين المرأة والرجل يجب أن يأتي من كلا الجنسين، وليس من النساء فقط". وتشدد المنظمات الداعية الى الاضراب على ان الدعوة غير موجهه للنساء فقط، ومن السخف ان يهدد الحزب الحاكم المشاركين في الاضراب بعقوبات سجن مرتفعة.
وهناك خلافات داخل الحركة النسوية بتنوعها واتساعها، مثل الجدال بشأن التعامل مع البغاء. وادى ايضا الصراع في كتالونيا الى وجود نداءات محلية، على الرغم من ان بيان الثامن من اذار يتحدث عن"حرية المناطق"، في حين تنتقد النساء الكتالونيات في بياناتهن أيضا القمع الجماعي في كتالونيا، مثل الهجمات الوحشية التي ترتكبها قوات الأمن الإسبانية أو سجن السياسيين. كما يتناولن "الدفاع عن الديمقراطية والحريات في بلدنا" ضد "العنف المؤسسي" ويدعون إلى "الوقف الفوري" لادارة المقاطعة القسرية من قبل الحكومة المركزية في مدريد.