رشيد غويلب
شارك 100 الف من سكان ايطاليا الاحد الفائت في مسيرة السلام التقليدية من مدينة بيروجا إلى أسيزي التاريخية. وكانت مشاركة الشبيبة والعوائل متميزة، ولم تشكل شدة الرياح والامطار عائقا امام سعة المشاركة. وسار الجميع "من أجل السلام والأخوة"، وضد جميع أشكال التمييز العنصري، او كما جاء في بيان المسيرة لهذا العام "يجب عدم ترك احد بمفرده".
وحظيت المسيرة بدعم العديد من منظمات السلام والثقافة، والنقابات، والمدارس الوطنية لتنسيق السلام، ورابطة الانصار، والمنظمات المدافعة عن البيئة، والمنظمات المسيحية، منظمة العفو الدولية، ولجنة التنسيق الوطنية لمكافحة العنصرية، التي شددت على ان "التعبئة الوطنية والجماهيرية" ملحة، "لمواجهة نزعة كراهية الأجانب والعنصرية، وموجة العنف والكراهية ضد المهاجرين واللاجئين"، إن مسيرة السلام والإخوة "هي فرصة مثالية لتبيان أن هناك إيطاليا أخرى وثقافة أخرى متجذرة في مبادئ وقيم دستورنا وفي الدفاع عن الديمقراطية".
وقال اتحاد نقاباتCGIL في بيانه: "في إيطاليا وأوروبا نواجه مرحلة تاريخية، اعتقدنا اننا قد تجاوزنا ها بتحقيقنا الإنجازات الديمقراطية والتذكير بكوارث الحربين العالميتين والفاشية في القرن العشربن. ومع الاسف لم يكن الأمر كذلك، فاليوم أكثر من الأمس تتجلى ضرورة إعادة تأكيد مبادئ وقيم دستورنا، والالتزام بها والدعوة إلى تطبيقها، وتعزيز الحقوق الفردية والجماعية للرجال والنساء بطريقة شاملة، واعادتها الى مركز الاهتمام، دون حواجز أو تمييز أو قومية خطرة".
وتقدمت المسيرة كتلة من الشبيبة، بضمنها 10 آلاف طالب من جميع انحاء ايطاليا، تبعتها اعلام البلديات والأقاليم والمحافظات الإيطالية. وتميزت المسيرة بقوس قزح من رايات منظمات السلام وترديد اغنية حركة الانصار المقاومة للفاشية التاريخية "مرحبا ايتها الجميلة" (بيلا جاو). وحمل شبيبة (الحزب الشيوعي – اعادة التأسيس) لافتة تقول "لا سلام بدون عدالة وحرية". وطالبوا بانسحاب ايطاليا الفوري من الناتو وإغلاق قواعد الحلف على اراضيها، والافراج فورا عن رئيس بلدية ريس، ميمو لوكانو، الذي اعتقل اخيرا، بسبب حمايته للاجئين.
وشاركت في المسيرة السكرتيرة العامة لاتحاد نقابات CGIL، والسكرتير العام لنقابة عمال المعادن، وشخصيات من الحزب الديمقراطي (ديمقراطي اجتماعي) وشخصيات يسارية اخرى، فيما غاب عن المسيرة ممثلو حزب "حركة خمس نجوم" الحاكم، والمتحالف مع حزب الرابطة الفاشي الجديد.
وانتقد موريزيو أسيبيرو السكرتير الوطني لـ(لحزب الشيوعي اعادة التاسيس – اليسار الأوروبي) وجود وجوه قيادية من الحزب الديمقراطي في المسيرة: "ماذا يفعل ممثلو الحزب الديمقراطي في مسيرة السلام؟ لقد كانوا منذ سنوات مؤيدين للحرب والمراسيم المضادة للمهاجرين، وقد ضاعفوا النفقات العسكرية، وتصدير الاسلحة، ورفضوا حتى التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الاسلحة النووية، وهم مساهمون في سياسة اسرائيل في اضطهاد الفلسطينيين، ثم ما هي بالضبط المساعي السلمية للحزب الديمقراطي خلال عقد من السنين؟".
وفي التجمع الختامي في أسيزي جرى التأكيد على ان ايطاليا واوربا محتاجة اليوم اكثر من قبل 70 عاما الى افضل الشباب للدفاع عن الديمقراطية، ووضع نهاية للدكتاتوريات النازية والفاشية، وتحرير البلدان من الحروب. واقترح منسق مسيرة السلام، فلافيو لوتي، ترشيح رئيس البلدية المعتقل دومينيكو لوكانو، لنيل جائزة نوبل للسلام.
وشهد العديد من المدن الايطالية يومي السبت والأحد تظاهرات تطالب باطلاق سراح رئيس البلدية المعتقل. وفي مدينته توجه الآلاف الى منزله حيث تفرض عليه الإقامة الجبرية، مرددين اغاني ثورية وشعارات للسلام والتضامن.