الاتحاد -

الأحد 30/9/2018
تحل هذا الأسبوع الذكرى الـ 18 لانتفاضة وهبة القدس، التي تسجّلت في التاريخ كانتفاضة الشعب الفلسطيني الثانية، والتي كانت عمليًا حربًا مسلحة مفتوحة شنها الاحتلال الاسرائيلي، بقرار من حكومة غير "يمينيّة" تزعمها رئيس حكومة من حزب "العمل"، على الشعب الفلسطيني لأنه رفض مع قيادته إملاءات سياسية اسرائيلية-أمريكية تشطب حقه في السيادة الكاملة وفي القدس وفي العودة والتعويض للاجئين. وكان مَن وقف وتصدى بحزم وتلقى النار، فعلا ومجازًا، هو القائد ياسر عرفات – ومن المحظور والمعيب واللاأخلاقي نسيان هذا، خصوصا لدى من يتلذذون بجلد الذات دون طائل ودون تبصّر!
تحل الذكرى هذه السنة وفي سدة الحكم الاسرائيلية تهيمن حكومة يمينية استيطانية قومجية متعنتة ترفض أي حق جماعي للفلسطينيين، لا في المناطق المحتلة عام 1967، ولا في داخل اسرائيل، ولا في شتات اللجوء. وهي تنتج شتى القوانين والممارسات والسياسات الخطيرة، مما استدعى وقفة شاملة في وجهها من جميع أبناء الشعب الفلسطيني، تمثلت هذا العام بقرار لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية الإعلان عن اضراب عام يشمل الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، في الأول من تشرين الأول.

هذا الإضراب هو خطوة غزيرة المعاني، أعمقها رفض التصعيد الصهيوني الذي بلغ ذرىً جديدة في مركزها محاولة لاغتيال جميع الحقوق الجماعية الفلسطينية، حتى في اطار التسويات المقلّصة وبالحد الأدنى من تحقيق العدالة التاريخية مثل حل الدولتين. ولذلك فإن نجاح هذا الاضراب وايصال رسائله الهامة من شأنه، لو تحقق فعلا، رسم خطوة نوعية جدية في سيرورة مواجهة الصهيونية المتشددة والتصعيدية أكثر فأكثر والمقتربة نحو الفصل العنصري والهيمنة الاستعمارية السافرة الحادة. فنعم لإنجاح الإضراب وايصال بلاغاته السياسية والوطنية على مختلف المستويات – محليا، عربيا ودوليًا.
ونضم صوتنا الى صوت الإضراب: الهزيمة للاحتلال والعدوان والعنصرية. الهزيمة لما يسمى قانون القومية وصفقة القرن.

المجد والخلود للشهداء.

الحرية للأسرى والشفاء للجرحى.

والنصر لحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته.