طالبت منظمات مجتمع مدني في بغداد، الاجهزة الامنية والسلطات الحكومية، بالتوقف عن مطاردة المتظاهرين في البصرة، وتشويه صورهم بمزاعم باطلة واتهمهم بالعمالة والتخوين، كما اعرب ناشطون وسياسيون عن قلقهم من اتساع رقعة الاعتقالات العشوائية ضد الناشطين في المحافظة بدوافع سياسية وحزبية، للتغطية على الفشل الحكومي في البصرة.

قمع وتشويه التظاهرات

وقالت منظمات "المنبر المدني"، في مؤتمر صحفي، في بغداد، حضره وشارك فيه عدد من اعضائها، ان "محافظة البصرة العزيزة كانت من بين محافظاتنا التي تجسد فيها الفساد بأبشع صوره وتجلياته حيث تعرض آلاف المواطنين الى التسمم بسبب الماء غير الصالح للشرب المليء بالملوثات الكيمياوية والبيولوجية وزيادة نسبة الملوحة، وأصبحت البصرة في عداد المحافظات المنكوبة التي تستحيل الحياة فيها".

واشارت الى ان "اهالي البصرة المطالبين بحقوقهم الأساسية هبوا عبر تظاهرات عارمة لم تصمد امامها الحكومتان الاتحادية والمحلية ولم تتمكن من إخماد الاصوات الحرة المستقلة، لذا لجأت إلى أساليب القمع والاعتداء على المتظاهرين، ولم تكتف السلطة بهذا ، بل استخدمت أساليب لتشويه التظاهرات والاحتجاجات المطالبة بالحقوق من خلال كيل الاتهامات إلى الناشطين والصاق صفة العمالة وغيرها مما يجعلهم عرضة لخطر التصفية من الخارجين عن القانون".

مطاردة المتظاهرين

وشددت على "التوقف عن عمليات مطاردة واتهام المتظاهرين والنشطاء السلميين بتهم خطيرة مثل العمالة والخيانة"، لافتة الى انه "يجب تشكيل محكمة مختصة في التحقيق بقضايا الفساد والانتهاكات بحق مواطني البصرة للسنوات 15 الماضية، بالاضافة الى تشكيل مجلس استشاري محلي ودولي للنهوض بواقع محافظة البصرة وحل المشاكل المزمنة فيها".

اعتقالات عشوائية

وفي السياق، ذكر ناشطون محليون، ان حملة اعتقالات طالت، ليلة الثلاثاء وحتى فجر  الأربعاء، عددا من الناشطين في التظاهرات، نفذتها قوات "سوات" ووحدات من الاستخبارات الداخلية للبصرة، في مناطق مختلفة من المحافظة.

ونقلت وسائل اعلام، عن مسؤول في شرطة البصرة، لم تذكر اسمه، ان "قائمة أسماء لمطلوبين يُشتبه بقيامهم بأعمال عنف خلال التظاهرات صدرت، وقوات خاصة تنفذ أوامر الاعتقال"، مشيرا الى أنّ رئيس الوزراء حيدر العبادي حذر من أي اعتقالات او تدخل للفصائل المسلحة في البصرة بعمليات فرض النظام بالمدينة، وأكد أنّ الملف محصور بالقوات النظامية فقط".

ووجد علي جمعة السليطي، أحد الناشطين في البصرة، إنّ "هناك انتقائية في تلك العمليات وعشوائية واضحة، إذ يتم الاعتقال على الشبهة"، لافتاً إلى أنّ الاعتقالات بشكل عام "استهدفت رموز التظاهرات في كل منطقة لا المتورطين بأعمال الحرق"، محذراً من أنّ عمليات الاعتقال تلك "قد تؤجج الوضع في البصرة مجدداً، خاصة وأنّ من بين المعتقلين أبناء قبائل كبيرة في البصرة".

"التغطية على الفشل"

من طرفه، قال النائب عن تحالف "سائرون" حسن الجحيشي، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "سائرون يرفض اتخاذ اي إجراءات تعسفية أو اعتقالات تطول المتظاهرين العزل المطالبين بأبسط الحقوق"، مبينا "اننا لن نسمح بالمساس بالمتظاهرين مطلقا بحجة انهم مندسون".

واضاف "أننا نحذر الحكومة من اتخاذ أية  إجراءات من شأنها اعتقال الأبرياء للتغطية على فشلها في تقديم أبسط الخدمات".

الى ذلك، اعرب هادي الظالمي الناطق الرسمي لحزب الوفاق الوطني العراقي عن قلقه البالغ ازاء التقارير عن اتساع رقعة الاعتقالات في محافظة البصرة على خلفية الاحتجاجات المطلبية فيها.

وقال في بيان، اطلعت عليه "طريق العشب"، ان "هذا القلق يتزايد بالخشية من اعتقال المواطنين الابرياء والناشطين السلميين تحت دوافع سياسية وحزبية وعشائرية".