لكل الأشياء مداراتها،

ولكل المدارات ابتداء ،

وللشهداء ــ دوما ــ مدار الدهشة والانتماء !

***

حلم

 "بشت ئاشان "

 تضيق كفوهة بندقية ،

 وتنحني كأغنية حب،

فيها أمتد الأنصار بأستقامة الحلم الشيوعي والأمنيات !

 أحلام (1)

للقلب شكل القنبلة .

وللرصاص هجس الأصابع ،

لم يعرفوا ــ ولن يعرفوا ــ أن المبادئ وقوفا عن موقعها تدافع !

 

 

 

 

 

 أبو حاتم (2)

الجميع قالوا لي : " لا تبك ".

وكنت أبكيك ،

 استنطق الدم في شفتيك ،

 الالق المتطامن في عينيك ،

وصرخاتك في  بشت ئاشان  :

" اثبتوا أيها الرفاق ، أنها ساعة مصير"

الجميع قالوا لي : " لا تبك ، كان ابنا للحزب ومضى شيوعيا"

 

جبار (3)

في الصحف السرية التوزيع يطالعني أسمك ،

 محملا وردا ورياحين وياس،

" جبار خضير عباس " ،

 هل يعرفك كل الناس ؟

أنا أعرفك ،

 من الأيام الأولى للمحنة ،

 لم تملك سوى جذور النخل وبطاقتك الحزبية .

أيلول 1983    سهل شاره زوور

  *     النصوص من كتاب " تضاريس الايام في دافتر نصير " يوسف ابو الفوز .  دمشق. دار المدى 2002.

1 . احلام : "عميدة عذبي الخميسي". مواليد بغداد 1956 . طالبة في كلية الزراعة . قطعت دراستها وغادرت العراق عام 1978 أبان الحملة الارهابية للاجهزة الامنية للنظام البعثي الديكتاتوري المقبور . عادت مع زوجها الى الوطن ، الى كردستان العراق ، والتحقت بصفوف الأنصار الشيوعيين في 28 / 5 / 1982. أستشهدت في الأول من أيار 1983، على يد مسلحي الاتحاد الوطني الكردستاني، في مجزرة " بشت آشان" الأولى !

2 ــ أبو حاتم : علي حسين بدر . مواليد السماوة . ( 1947 ؟) . خريج معهد السكرتارية ــ  بغداد ، من عائلة عمالية . متزوج .  موظف في الإدارة المحلية لمحافظة المثنى ، كان رياضيا بارزا وخلال دراسته الإعدادية والجامعية كانت له مساهمات ونجاحات في لعبة القفز بالزانة . كان نشطا في العمل في صفوف اتحاد الشبيبة الديمقراطي ، وكان عضوا في مكتب سكرتارية الشبيبة لمحافظة المثنى في منتصف السبعينات ، غادر إلى بلغاريا للدراسة الحزبية ، ومن هناك التحق بكوردستان ، وهو من الأنصار الأوائل والذين كان لهم شرف الريادة في تأسيس القواعد والمفارز الأولى للأنصار في 1979 . استشهد في احداث بشت ئاشان  في 2/5 /1983 وكان متواجدا هناك بمهمة  نقل بريد من منطقة الفوج التاسع  السليمانية إلى الهيئات القيادية .

3  ــ  جبار خضير عباس : الاسم الحزبي "  سلام " . مواليد السماوة 1956 . خريج اعدادية السماوة . شاعر مبدع . في نهاية السبعينات حصل على زمالة دراسية في جامعة براغ  اليوغسلافية ، لكنه عاد الى الوطن تحت ثقل مرض الحنين للوطن،  وذلك في فترة تدهور الاوضاع  الامنية ، وتصاعد الحملة الارهابية ضد كل القوى الديمقراطية في العراق ،  اعتقل في اوائل الثمانينات ، بتهمة اعادة تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في مدينة السماوة ، ثم  اطلق سراحه ، وتم سحبه الى جبهات الحرب مع ايران ، وبعد اسابيع وبظروف غامضة اعيدت جثته الى اهله وقد ثقبت جمجمته رصاصة من الخلف. شغل لفترة في اواسط السبعينات مسؤولية سكرتير المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة العام ــ محافظة المثنى .