غالي العطواني

احتفى ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الاسبوع الماضي، بالفنان التشكيلي محمد مسيّر، الذي استعرض تجربته الإبداعية وسط جمع من الفنانين والمثقفين والأدباء والإعلاميين، يتقدمه الرئيس الأسبق للاتحاد الناقد فاضل ثامر، وممثل نقابة الفنانين العراقيين فاضل وتوت.

جلسة الاحتفاء التي شهدتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارها الباحث التشكيلي د. جواد الزيدي، مستهلا حديثه بتقديم سيرة المحتفى به المولود عام 1963 في مدينة البصرة، والحاصل على شهادة البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1989.

وأضاف قائلا ان مسيّر شارك في العديد من المهرجانات والمعارض الفنية داخل العراق وخارجه، وأقام ثلاثة معارض تشكيلية شخصية، الأول كان في العام 2004 على "قاعة أكد" في بغداد، والثاني في العام 2011، والأخير احتضنته قاعة "مؤسسة برج بابل" للتطوير الإعلامي في بغداد عام 2017، موضحا انه عمل مديرا فنيا للفيلمين السينمائيين "ابن بابل" للمخرج محمد الدراجي، و"صمت الراعي" للمخرج رعد مشتت، اللذين حصدا عددا من الجوائز في مهرجانات سينمائية دولية.

بعد ذلك تحدث المحتفى به عن بداية دخوله إلى فضاءات الفن التشكيلي، وتحديدا فن الرسم، موضحا انه نشأ في بيت كان يبعد حوالي 100 متر عن شط العرب، وان الأجواء الطبيعية التي كانت سائدة في المنطقة، وطقوس الأهالي، كل ذلك حفزه على الولوج إلى عوالم الرسم وهو في عمر مبكر.

وأضاف قائلا ان الزمان والمكان والخزين الصوري في مخيلته، ساهموا في صياغة أفكاره الفنية، وان الفكرة المتميزة هي التي توصل الفنان إلى منطقة الإبداع.

ثم تطرق إلى مرحلة دراسته الابتدائية، وقال ان معلم مادة الرسم، الذي كان يساريا، شاهده مرة وهو يرسم بعض المناظر الطبيعية، فسارع إلى الاهتمام به ودعمه وتحفيزه، ثم أوصله إلى عدد من المثقفين والفنانين المعروفين بدعمهم المواهب، فساعدوه وأطلقوا عليه تسمية "الفنان الصغير".

بعدها تحدث عن تطور موهبته في الرسم خلال مرحلتي المتوسطة والاعدادية الدراسيتين، حتى دخوله إلى كلية الفنون الجميلة، ولقائه بأساتذة الفن التشكيلي الرواد، أمثال فائق حسن ووليد شيت وكاظم حيدر ومحمد صبري ومحمد غني حكمت واسماعيل فتاح الترك، متابعا قوله ان دراسته في كلية الفنون الجميلة، كانت بمثابة الدخول إلى المنطقة الصحيحة. إذ ان أجواء الكلية باتت بالنسبة له مصنعا للفنان، وانها كانت كفيلة بتطوير موهبته.

ولفت مسيّر إلى ان الكلية أصبحت لديه عبارة عن ورشة عمل فنية تنطلق منذ الصباح الباكر حتى الليل، وحاضنة حقيقية لخلق روح الإبداع، ذاكرا نصيحة كان قد أسداها الفنان فائق حسن لطلبته، تفيد بضرورة أن ينظموا سفرات سياحية جماعية إلى الأماكن الطبيعية، لتساهم في تنمية مخيلاتهم، بما ينعكس على أعمالهم الفنية.

 وتحدث المحتفى به عن الرموز التي يستخدمها في أعماله الفنية، مبينا انه اتخذ من المثلث رمزا في الكثير من لوحاته، على اعتبار ان هذا الرمز يعد موروثا سومريا يشير إلى التكاثر البشري، ومضيفا انه وظف بعد ذلك رمز "الدراجة الهوائية" في غالبية لوحاته، ليعكس فيه الحركة الدؤوبة والمتواصلة.

وشهدت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، أشادوا فيها بتجربة المحتفى به الفنية.

وفي الختام قدم الشاعر والإعلامي عدنان الفضلي، لوح الجواهري إلى الفنان محمد مسيّر. فيما أهداه ممثل نقابة الفنانين فاضل وتوت، باقة ورد.