ثوريون روس – معظمهم من الارستقراطيين- نظموا انقلاباً ضد الحكم القيصري المطلق والقنانة في روسيا في ديسمبر عام 1825. وقد وصف لينين الديسمبرين، بأنهم ابرز زعماء حركة التحرير الروسية في مرحلتها الارستقراطية. كون الديسمبريون جمعيات سرية، ولكن نفوذهم تجاوز هذه المنظمات وانتشر الى القطاعات التقدمية للمجتمع الروسي. وقد سحق الانقلاب المسلح الذي قام به الديسمبريون وأعدم أبرز زعمائهم ومنظريهم وحكم على اكثر من مائة آخرين بالاشغال الشاقة. وقد عجل بحركة الديسمبرين إستياء الشعب الذي كان ينوء تحت وطأة القنانة. وكانت حركة الديسمبريين تعتزم تدمير الارستقراطية القيصرية، وازالة القهر والقنانة واقامة الحريات الديمقراطية، ولكن نظرا لآفاقهم الارستقراطية المحدودة، فإنهم كانوا يخشون من حدوث ثورة شعبية. وقد كانت خططهم متسمة بالتردد، فقد كانوا بمعزل عن الشعب. وقد اشار لينين الى التراث الجمهوري الذي أدخله الديسمبريون في الفكر الاجتماعي الروسي التقدمي، وبرهنت مشروعاتهم وافكارهم على الاتجاه البرجوازي لحركتهم. ورغم ان فلسفة الديسمبريين كانت تقدمية بالنسبة الى وقتها، الا انها كانت تأملية مشوبة بالميتافيزيقا. وكان الديسمبريون يتناولون المسائل الاجتماعية من زاوية مثالية، ويولون اهمية أولى للتربية في حياة المجتمع. وكان كثيرون منهم يناصرون نظريات القانون الطبيعي والنقد الاجتماعي وقد أثرت حركتهم تأثيراً قوياً في جيل الثوريين الروس التالي، أي الديمقراطيين الثوريين.

 

عرض مقالات: