كان ذلك في اليوم الثالث من اجازتي، حين فتحتُ نافذة ً في الطابق الثاني

رأيته ُ واقفا ً بين شجرتين في الجزرة الوسطية، كلما هم بالعبور

تدفق سيلٌ سريعٌ من السيارات. هو يبدو عجولا.. وربما هناك من يجب الإسراع في الوصول إليه. تتدلى من كفه اليمنى (علاكة) شفيفة البياض مكتظة بالعقاقير.

كلما....، داهمه سيل ثان من المركبات، هو مرتبك بين خطوة تهم بالتقدم وأخرى تجره الى مكانه..، كل مركبة تمر، لديها مرآة جانبية، وكل مرآة، تخطف لمحة ً من وجههِ،

حين توقف سيل المركبات، كان وجهه بلا ملامح.

  أبجدية المرور: سلامة وأمان

 لا يكفي أن نتعلم السياقة، علينا أن نتعلم أبجدية السياقة. مثلما الحروف هي ابجدية الكتابة فأن إشارات المرور هي بمثابة حروف فن السياقة وذوقها وأخلاقها وهذه الابجدية يتعلمها الإنسان بسرعة عجيبة. لماذا العلامة وليس الكتابة؟ هذا سؤالي وسؤال النساء والرجال.

 يمكن لأن الإشارات مثل الموسيقى، لا تشترط القراءة والكتابة، في الموسيقى يكون الاعتماد على الذوق الفردي، وفي المرور، تجمعنا اللهفة في تعلمنا للسياقة، وتعلقنا بسلامتنا وسلامة سياراتنا. يبدو ان الذي ابتكر هذه الإشارات هو العقل البدائي عند الإنسان وهذه الإشارات ربما هي كتابات الإنسان وها هو يعود إليها وهو في قمة التقنية العنكبوتية. فالعلامات لها تداوليتها في الواتس آب :  مثال على ذلك الأصابع، بجهوياتها المتنوعة، وكذلك رسمات العين والأنف وغير ذلك. وهذه العلاماتية يستعملها الأمي والمتعلم.

لا يكفي ان نتعلم الإشارات، علينا أن نتمسك بها وهكذا.

 

 

عرض مقالات: