اثار انهيار الدول الفدرالية الاشتراكية كثرة من الإشكالات الفكرية والسياسية أهمها تفكك وحدة اليسار الاممية وتأثيراتها على الترابط الكفاحي الوطني - الاممي الهادف الى بناء دولة العدالة الاجتماعية.

 - سيادة وحدانية التطور الرأسمالي في العلاقات الدولية اثار حزمة من الإشكالات الفكرية والسياسية منها - ما هي علاقة البناء الفدرالي للدولة الوطنية بوحدة اليسار الاشتراكي؟ هل وحدة اليسار الأممية ضرورية للكفاح الوطني - الديمقراطي ام وحدة فصائله القومية؟ هل باتت الوطنية الديمقراطية اطارا موحداً لقوميات الدولة الوطنية ام بناء دول قومية جديدة.

هذه الأسئلة وغيرها تتطلب تحليلا فكريا -سياسياً يفضي الى وحدة اليسار الاشتراكي في وحدانية التطور الرأسمالي.

 على أساس ذلك أحاول متابعة الأسئلة المثارة من خلال تحليل موضوعاتها بشكل مكثف اعتماداُ على المحاور التالية--

أولا - البناء الفدرالي للدول الاشتراكية.

ثانياً – الدول الوطنية واليسار الاشتراكي اليسار.

ثالثا – الدول الفدرالية ووحدة اليسار الاشتراكي.

استنادا الى المفاصل السياسية أحاول متابعة مضامينها الفكرية والسياسية.

أولا - البناء الفدرالي للدول الاشتراكية.

- نشأت الدولة الفدرالية السوفيتية بعد انتصار ثورة اكتوبر العظمى وارثة من الإمبراطورية الروسية الكثير من القوميات والأقليات العرقية المضطهدة.

 - خشية من انفصالها وهيمنة التطور الرأسمالي عليها سارع الحزب الشيوعي الى بناء دولة اتحادية سوفيتية انطلاقاً من بناء القوميات الكبرى في دول فدرالية مستقلة.

-- شكل البناء السياسي الفدرالي للدولة السوفيتية قوة سياسية دافعة لانبعاث وتجديد الروح القومية- الاممية للجمهوريات المتحدة فضلا عن تطور جمهورياتها ذات الحكم الذاتي.

- وحدانية قيادة الحزب الشيوعي الذي مثلت برامجه السياسية مصالح الطبقة العاملة في الجمهوريات الاتحادية شدت البناء السياسي للدولة السوفيتية.

- استنادا الى قوة البناء السياسي -الاتحادي استطاعت الدولة السوفيتية بناء تشكيلتها الاجتماعية بقيادة الحزب الشيوعي السوفياتي الاممية.

- البناء الفدرالي للدولة السوفيتية وقدرتها على حل المسألة القومية اعطى نموذجا للدول الأخرى حيث انجز بناء وحدة الدول الاشتراكية المتعددة القوميات بأشكال فدرالية بقيادة حزبية للدولة والمجتمع. 

- انهيار الاتحاد السوفيتي أدى الى انبعاث المسالة القومية من جديد وما رافقها من تفكك البناء الفدرالي للدول الاشتراكية وتحول برامج أحزابها الشيوعية الى مهام تشدها الروح الوطنية.

ثانياً - الدول الوطنية واليسار الاشتراكي.

- تكافح الأحزاب الاشتراكية في دول العالم من اجل الامن والتطور الاجتماعي لطبقات بلدانها الوطنية، وتبقى الأهداف الاستراتيجية لأحزاب اليسار الاشتراكي في وحدانية التطور الرأسمالي تتلخص في بناء عالم يسوده السلام والامن الاجتماعي والسياسي لدول بنيته السياسية. 

- ان الدعوة الى التضامن الدولي بعد انهيار الدول الاشتراكية تنبثق من وحدة الأهداف الأممية المرتكزة على التأخي بين الشعوب وبناء عالم خال من النزاعات الاهلية وحروب التدخل العبثية.

- ان الأهداف السياسية- الاجتماعية في كل دولة يبقى مرهونا بسياسة الحزب الاشتراكي وتحالفاته السياسية الهادفة الى مكافحة قوانين وحدانية التطور الرأسمالي المتسمة بالتبعية والتهميش والالحاق،

-  انهيار نموذج التطور الاشتراكي وسيادة وحدانية التطور الرأسمالي مهدا الطريق امام نشوء أممية جديدة تبثق برامجها السياسية من الحاجات الفعلية للتطور الانساني العالمي المتمثل ب-

1 - مناهضة قوانين التطور الرأسمالي المنبثقة من الاستغلال والتبعية والالحاق.

2- مساندة الكفاح الوطني المناهض للاضطهاد السياسي المعتمد من الطبقات الفرعية المتسمة بالديكتاتورية والإرهاب.

3 – مكافحة الهيمنة الدولية للرأسمالية العالمية وسياستها التخريبية المتسمة بأثارة الحروب الاهلية والنزاعات الاجتماعية.

4 – بناء تحالفات ديمقراطية تعتمد الشرعية الديمقراطية لاستلام السلطة السياسية وبناء متطلبات التطور الاجتماعي المتوازن.

5 – مكافحة النزعات التخريبية للدول الرأسمالية الهادفة الى التدخلات العسكرية ومساندة الطبقات الفرعية في نزاعاتها الوطنية.

- ان تطور الكفاح الاممي تتطلب بناء مركز أممي تضامني يسعى الى دعم فعاليات الكفاح الوطني المناهض لنزعات راس المال المتسمة بالتخريب والتبعية والتهميش.

- بناء مركز أممي يتطلب وحدة أحزاب اليسار الاشتراكي وترصين رؤيتها الوطنية وتحديد سبل بناء وحدتها السياسية.

- ان الأفكار المشار اليها تنبثق أهميتها من وحدة الكفاح الوطني – الاممي المناهض للتبعية والتهمش.

ثالثا – الدول الفدرالية ووحدة اليسار الاشتراكي.

تتمتع وحدة اليسار الاشتراكي في الدول الفدرالية بأهمية استثنائية تستند الى -

  • وحدة مهام الكفاح الوطني - الديمقراطي المرتكزة على إقامة نظم سياسية - ديمقراطية تعتمد الشرعية الديمقراطية لاستلام السلطة السياسية.
  • تنبثق وحدة المهام الكفاحية في الدول الفدرالية من وحدة اليسار الاشتراكي الاستراتيجية الهادفة الى بناء دولة العدالة الاجتماعية.  
  • ترتكز وحدة اليسار الاشتراكي على مناهضة نهوج الطبقات الفرعية المتحالفة والدول الرأسمالية.
  • تشكل وحدة اليسار الاشتراكي عتبة سياسية لوحدة البلاد الوطنية وتطويرها لغرض مواجهة الإشكالات الوطنية - الدولية المنبثقة من وحانية التطور الرأسمالي.

5- تسعى وحدة اليسار الاشتراكي الى مكافحة الميول والنزعات القومية الهادفة الى تفكيك الدول الفدرالية وبناء دول قومية جديدة.  

-  ان تفكيك الدول الفدرالية وبناء دول قومية جديدة تستجيب لقوانين الرأسمالية المعولمة المتسمة ب --

–قوانين التوسع الرأسمالي تهدف الى التقسيم، والتفكك، والتبعية، والتهميش.

–التوسع الرأسمالي يسعى الى تفتيت الدول الوطنية وتحويل نزاعاتها الطبقية الى نزاعات اثنية اهلية.

–بناء دولة العدالة الاجتماعية تتطلب وحدة اليسار الاشتراكي.

- وحدة قوى اليسار الاشتراكي المناهضة للتوسع الرأسمالية تساهم في تطور التضامن الوطني - الأممي.

استنادا الى ما جرى استعراضه نتوصل الى الاستنتاجات الفكرية – السياسية التالية-

أولا –وحدانية التطور الرأسمالي تتطلب بناء مركز أممي للتضامن العالمي المناهض للتقسيم والتبعية والالحاق.

ثانياً - بناء استراتيجية مناهضة لقوانين التوسع الرأسمالي المفضي الى النزاعات والصراعات الدولية والتدخل في الشؤن الوطنية.

ثالثا – تطوير وحدة اليسار الاشتراكي السياسية – التنظيمية بهدف بناء دول وطنية ديمقراطية فدرالية.  

عرض مقالات: