احتفى "بيت المدى" للثقافة والفنون في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، بالناقد المعروف ياسين النصير، وبمسيرته في فضاء النقد الأدبي.

حضر جلسة الاحتفاء جمع من الأدباء والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين، فيما أدارها الناقد علي الفواز، ذاكرا في مستهلها ان المحتفى به ناقد مهم، واكب الحركة الأدبية منذ أكثر من 50 عاما، ولا يزال يحث الخطى بصبر ومثابرة، مضيفا انه أصدر عشرات الكتب النقدية في القصة والرواية والشعر والمسرح، أغنى من خلالها المشهد الأدبي العراقي بالكثير من الآراء والطروحات.

ولفت الفواز إلى ان النصير يعد واحدا من أهم مؤسسي حركة النقد الأدبي في العراق، مبينا ان كتابه الأخير الموسوم "شعرية الحداثة"، يمثل خلاصة متابعة فكرية دقيقة للحداثة الشعرية خلال زمن ليس بالقصير.

بعد ذلك توالت الشهادات والمداخلات عن منجز المحتفى به. حيث ابتدأها د. عقيل مهدي، الذي أشار إلى ان النصير قرين لأشياء رافقها على مدى حياته، موضحا ان قرينه الأول يمثل مدينته ورجالها، والثاني هو الحزب الشيوعي العراقي ومفكروه، وانه حينما قدم إلى بغداد كان النقد الأدبي والمسرحي هو قرينه.

وتابع قائلا ان كل ما سبق ذكره أغنى مسيرته النقدية، موضحا انه كان يقدم للمسرحيين اتجاهات جديدة في فهم المسرح، وينير الطريق أمام المخرجين.

من جانبه قدم د. علي حداد شهادة عن تجربة المحتفى به، مشيرا إلى ان الكثيرين من الأكاديميين استفادوا من كتاباته النقدية التي تميزت بالعمق والعلمية.

وكانت للناقد فاضل ثامر كلمة في الجلسة قال فيها ان "النصير يمتلك افقا واسعا ومتعدد الاتجاهات في القصة والشعر والمسرح والادب عموما، وانه يمتلك أيضا ميزة التجريب في المناهج بذائقته الخاصة وعدم خضوعه لمنهج نقدي بعينه، ما اتاح له رؤية اوسع في نقوده". وأضاف قائلا ان المحتفى به "لم يكن بعيدا عن المناهج الحديثة، وانه لازم الطروحات الفلسفية والسوسيولوجية في مشروعاته النقدية الحديثة. كما ظل مؤمنا باجتماعية الادب والثقافة بشكل عام، ورافضا للتطرف".

إلى ذلك قدم الشاعر نصير فليح مداخلة سلط فيها الضوء على الجانب العلمي في رؤى النصير النقدية، التي يعززها بآراء النقد العالمي وبما يخدم الأدب العراقي. أعقبه الناقد بشير حاجم بمداخلة أشار فيها إلى ان المحتفى به أصدر خلال مسيرته الأدبية الطويلة ما يقارب الثلاثين كتابا نقديا، وانه ناقد مهم أصبحت دراساته مراجع للنقاد والدارسين.