بجهده الفردي الجميل في حقل الترجمة، أثّل المثقف العراقي الدؤوب فلاح رحيم رفوفا معرفية في المكتبة العربية، ولم يكتف ِ فراح يمتعنا سرديا، كاشفا عن الوجه الآخر للقمر، فقد جمع لنا من ليلنا العراقي اللانهائي(حبات الرمل ..حبات المطر) وكان ذلك عن دار الجمل في 2017 وقبلها قادنا الى(القنافذ في يوم ساخن) عن دار الكتاب الجديد 2012 وسأحاول لملمة هوامش أوراقي عن الروايتين اللذيذتين وأصوغ مقالة صاغية للدرس الروائي فيهما.

(*)

فوزي كريم : كتبتُ عن كتبه ومازلت أواصل الكتابة، فهو الشاعر بتفرده والناقد المفارق للجميع وهو الذي يجعلنا نتأمل عميقا في أهواء المثقف ومخاطر الفعل السياسي في(تهافت الستينين) عن دار المدى 2006 وهو الذي يغوينا في فضائل الموسيقا من خلال مجلدين أنيقين(الموسيقى والرسم) و(الموسيقى والشعر) وحين نسأله عن القصيدة سيجيبنا بكتاب كامل(القصيدة تغني ولكنها تفكر أيضا) وقبل أن نسأله كيف؟ يرد علينا بكتاب كامل أسألوا(شاعر المتاهة وشاعر الراية)

(*)

الإتصالية بين رحيم وكريم، هي اتصالية سرد، تحوّل من القص الى التروية

كلاهما أنتقل من جنس سردي الى آخر ضمن العائلة الإجناسية نفسها، كلاهما أنتقل من الغرفة السردية الى الحوش.. نعم الحوش السردي بفضائه الرحب

(*)

ننتهي من رواية( حبات الرمل ..حبات المطر) للروائي فلاح رحيم في ص607وهي الصفحة التالية لنهاية الرواية، وهي خارج النص الروائي وداخل المطبوع،تنضد هدبا من أهداب النص، من وظائف هذه الصفحة الأرشفة ,

(                   تنوية

نشر المؤلف القصة القصيرة التي تتصدر القسم الأول من هذه الرواية

لأول مرة تحت عنوان،، حبات الرمل... حبات المطر) في جريدة

،،الفكر الجديد،، الأسبوعية الصادرة في بغداد،، العدد 217

بتاريخ 20/ 11/ 1976،، ويعاد نشرها هنا دون تغيير)..

حاولتُ نبش ذاكرتي بحثا عن القصة القصيرة في ما تبقى من ممنوعات العهد البائد الثاني، التي وأدتها الأم بعد تغليفها بالنايلون، في حديقة البيت، فتاريخ أصدارها هو ضمن عملي الصحفي في طريق الشعب في المكتب الصحفي لمحلية الحزب الشيوعي في البصرة.

(*)

فوزي كريم في روايته البكر(مَن يخاف مدينة النحاس؟)، قبل الدخول الى الرواية، تستقبلنا العتبة النصية المعنونة( مقدمة قد تكون نافعة، وإهداء) منها سنعرف أن فوزي كريم في 1987 نشر في مجلة الاغتراب الأدبي قصة قصيرة (مدينة النحاس)، ثم نشرها مع نصوص حكائية أخرى في كتاب يحمل العنوان نفسه(مدينة النحاس) ثم يخبرنا(كنت ُ أشعر عميقاً بإني إنما كتبتُ مخططاً موجزا لرواية وبقي هذا الشعور يلازمني سنوات ../5)

(*)

المسافة طويلة لدى فلاح رحيم بين 1976 و2017

المسافة أقصر قليلا لدى فوزي كريم بين 1987 و 2018 من المسافتين ينبثق سؤال مرتهن بالسرد والزمن : ماهو السبب الذي يجعل أديبين عراقيين يعودان

الى نص سابق  لكل منهما وينقلانه من حقل القصة الى حقل الرواية ؟ وكم نسبة نجاح ،، حركة النقلة،، بشهادة شيوخنا معتزلة البصرة ؟

(*)

هذا ماتزال قراءتي المنتجة تحاول الوصول إليه في دراستين مستقلتين للروايتين .

عرض مقالات: