بدعوة من الجمعية الثقافية العراقية , جمعية المراة العراقية , مركز النور الثقافي وجمعية بارادايم تايمز الاعلامية , اقيم معرض للفن التشكيلي للفنان يوسف عكار بعنوان" محبة " يوم الجمعة 3 نيسان 2018, حيث كان عرضا مميزا وديناميكيا لم تشهده قاعات العرض الاخرى , فقد تجسد العرض على شكل مسرحية تحاكي ذوق واحساس الجمهور التواق للفن بكل انواعه , و الذي حضر على شكل جمع غفير ضم نخبة من الفنانين والفنانات والاعلاميين وبعض نجوم وسائل الاتصال الجماهيري .

بدات احتفالية العرض بقص الشريط الاحمر من قبل الفنان يوسف وعائلته, والذي اذن من بعده بدخول الجمهور الى قاعة العرض وسط الات التصوير وانغام الموسيقى, والتي اوحت انغام العزف الموسيقي الى بدا الحوار مع الفنان يوسف من قبل الجمهور, والذي اعد لها الاعلامي اثير محمد الشمسي, وكانت معظم الحوارات متعلقة بالقدرة على الابداع في الفن التشكيلي وما اهمية هذا الفن للحياة من خلال القدرة على تجسيد المواقف في اللوحة الفنية والتي تمنحها القدرة التعبيرية المؤثرة كملكة فكرية لدى المشاهد. كانت اللوحات الفنية تعبر عن قدرة الخيال الخصب ان ينسج في ثناياه اعظم انواع الصور التعبيرية والجمالية حسيا وحدسيا عبر عملية الادراك الانساني المذهلة.

مما ميز هذا المعرض هو ان الفنان قدم جميع لوحاته المعروضة وعددها 28  لوحة , هدية منه الى الجمهور الحاضر, وتم توزيعها وفق قرعة كانت هي متميزة ايضا حيث عم الفرح على وجوه كل من حضر, كانت ليلة مشرقة بالابتسامات والتفاعل الحي مابين الفنان والجمهور, زاد من هذا التفاعل الفلم الذي اعدته مؤسسة النور عن تاريخ الفنان وامكانياته, واخر ابداع عرضه الفلم هو قدرة الفنان على الرسم من خلال اصابع القدمين, القدرة التي ابدعت في خلق لوحات جميلة جدا ومعبرة جدا ادهشت الحضور.

بعد انتهاء الفلم كانت هناك مائدة مفتوحة تنتظر الجمهور لتساهم ايضا في خلق اجواء  من الفرح المعجون بالحب والنقاشات الجميلة التي كان محورها هي لوحات الفنان المعروضة على جدران القاعة الرئيسة للجمعية الثقافية العراقية. ثم عاد الصف ليلتئم مرة اخرى ومن خلال النقاشات المعبرة والمبرمج لها وجهت دعوات للفنان من قبل جمعيات ومراكز ثقافية لاقامة معارض مماثلة في استوكهولم وفي الدنمارك وفي داخل العراق وبلدان اخرى, مما ادخل الفرح الكبير في نفسية الفنان واشعره بانه قادر على ترك انطباع كبير في نفوس الجمهور وعلى اهمية مواصلة العمل وتجسيد هموم الوطن من خلال لوحاته الفنية الرائعة.

اللوحات الفنية لاقت اقبالا وتفاعلا كبيرا من الزائرين , انها بحق اعمال فنية جسدت مختلف نواحي الحياة سواء في داخل الوطن او خارجه , وعبرت على ان الفنان قادر على احداث نقلة نوعية في وعي الناس – جميع الناس على صعيد الوطن او العالم كله.

وكان للموسيقى دور في اثراء مخيلة الجمهور وفي منح العرض رونقه الجمالي, حيث صدحت فرقة التراث العراقي بقيادة المايسترو محفوظ البغدادي , اجمل اغانيها التراثية الشعبية العراقية والتي تفاعل الكل معها مما زاد الفرح والغبطة بين الحضور, حيث جسدت الاغاني عنوان المعرض محبة ,كما جسدت حب الوطن وان اي فنان عليه ان يكون منتميا لشعبه ووطنه, وهذا ما جسده الفنان يوسف عكار طول حياته.

عرض مقالات: