في أربعينية مهيار مقداد مسعود 

رأيتُها ..
بعينيّ هاتين 
تلكم الصخرةَ العاتية 
تنزلق من قمة الجبل 
وتهوي بثقلها الجبار
على قلبكَ ... فتجعلَه حطاماُ ... 
...... 
اسمح لي ..
أن ألج الى مضافة حزنك 
أقف على مسلة صمتك
وأقول لك : 
لا تبتئس يا صديق 
فليست الفجائعُ
- على روزناما أيامكَ - بالطارئ الجديد ... 
ألستَ أليفَاً للغياب ؟
والفقد .. والاختطاف
ومداهمات آخر الليل
منذ أن كنتّ يافعاً ، ناعمَ الأظفار؟
ألم ينتزع العتاة 
أخاك وهو في باذخ شبابه ؟
ويركضوا به , الى الشنق 
ولم يعد أحدٌ يعرف 
في أية بقعة من الأرض دفنوه ؟ 
حتى هذه الســاعة ...

ألمْ يكن نحيبُ الأم والخالات والأخوات
هو سيمفونيةُ البيت التي لم تنقطع 
طوال سنوات الطغيان ؟ 
... 
من حقك أن تبكي 
وتذرف الدموع . 
ومَن يستطيع أنْ يحبس الدموع
حينما يمرّ به طيفُ ( مهيار) 
بوجهه الملائكي البريء !؟ 
...... 
انهض يا صديقي 
فالكبوةُ لا تليق بالجواد الأصيل 
هيا .. 
اسند حطامك على ما في قلبك من فولاذ
وما في روحك من جَلَــدٍ وحديد .
انهض
فهناك على الباب 
من ينتظرك 
ليشبك يده بيدك 
لتواصلا المسير

عرض مقالات: