طريق الشعب

واصل المتظاهرون في بغداد، والمحافظات التوافد إلى ساحة الاعتصام، مطالبين بعدم تسويف مطالب المتظاهرين، والإسراع في اختيار رئيس للوزراء من الشخصيات الوطنية والكفاءة والمستقلة، وفي ذات التوقيت رفض المتظاهرون محاولات زج العراق في صراعات إقليمية ودولية، مستنكرين انتهاك سيادة العراق من قبل أطراف النزاع الدائر بين الولايات المتحدة وإيران.

اختفاء العبودي

وبحسب مراسلنا في ساحة التحرير بلال رضا، إن "المتظاهرين استنكروا الاعتداء الذي قام به مسلحون مجهولون على المتظاهرين في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية وجاب المتظاهرون ساحة التحرير ليل أمس، معلنين استنكارهم المحاولات الجبانة المتمثلة في الاعتداء على المتظاهرين، معلنين تمسكهم بالسلمية وعدم الانجرار وراء رغبات الفاسدين للعنف المتبادل.

وأضاف رضا، إن المتظاهرين في ساحة التحرير أعلنوا يوم أمس رفضهم كل أنواع التدخل الخارجي في العراق، مستغربين من الصمت الحكومي اتجاه انتهاك سيادة العراق من قبل الأطراف المتنازعة، ورافضين في نفس الوقت جعل العراق ساحة حرب لتصفية الحسابات بين أمريكا وإيران.

واعتبر الناشط على النواس لـ"طريق الشعب"، إن "أحد أهم الأسباب التي دفعت الناس الى النزول إلى ساحات الاحتجاج يتمثل في الصراعات السياسية والإقليمية التي يحاول السياسي العراقي أن يكون طرفاً فيها، وهذا ما لا نريده"، مشيراً إلى أن "تلك المحاولات لن تؤثر في مسار الحركة الاحتجاجية، وذلك لأن المتظاهرين أصبحوا أكثر وعياً وإدراكاً للواقع السياسي".

وكشف مراسلنا، عن اختفاء الناشط المدني والشاعر محمد فاضل العبودي منذ ليل أول أمس دون معرفة تفاصيل اختفائه.

 وفي الوقت ذاته، نظم عدد من النشطاء في ساحة التحرير وقفة مطالبين بالكشف عن مصير العبودي وإطلاق سراحه، ويذكر إن العبودي هو ناشط مدني وشاعر عرف بمواقفه المنحازة اتجاه قضايا شعبه وشارك في الانتفاضة منذ انطلاقها في الأول من تشرين الأول الماضي. 

الطلبة يدينون التدخلات الخارجية

وفي محافظة البصرة، استمر توافد المتظاهرين إلى ساحة البحرية وسط المحافظة وهي الساحة التي يتخذ منها المعتصمون في المحافظة مكانا لنشاطهم الاحتجاجي.

وقال مراسلنا في المحافظة سيف مهدي، إن عددا من طلبة جامعة البصرة تظاهروا إمام بوابة الجامعة لرفض للتدخلات الخارجية في شؤون العراق، ومحاولات جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات، رافعين شعار "كلا للتدخلات الخارجية في العراق"، "كلا للحرب" في أشارة الى الصراع الأمريكي الإيراني على الأراضي العراقية.

وحاولت قوات الأمن الجامعي منع الطلبة من التظاهر واعتقلت عددا من الطلبة وأفرجت عنهم لاحقا.

سواتر ترابية في الناصرية

ومن جانبهم، قام معتصمو محافظة ذي قار، يوم أمس، بتشييد السواتر الترابية لحماية ساحة ألحبوبي، وسط الناصرية من الخروقات الأمنية.

وبين مصدر أمني في حديث لوكالة بغداد اليوم، وتابعته "طريق الشعب"، إن "المعتصمين في محافظة ذي قار وسط ساحة ألحبوبي، قاموا، بتشييد سواتر ترابية لحماية ساحة الاعتصام من الخروق الأمنية".

ويذكر إن مسلحين مجهولين قاموا بمهاجمة ساحة الحبوبي ليل أمس الأول متسببين بحرق عدد من خيم المتظاهرين، ولاذوا بالفرار بعد إن تصدى لهم المعتصمون في الساحة، وسرعان ما أعاد المتظاهرون نصب خيمهم من جديد.

استمرار اغلاق المحافظة

وفي الإثناء، استمر متظاهرو محافظ الديوانية في إغلاق مبنى ديوان المحافظة ومنزل المحافظ زهير الشعلان، على الرغم من فتح الدوائر الحكومية في داخل المحافظة.

واستبعد الناشط المدني حسين على، في حديث لـ"طريق الشعب"، أن تؤثر الصراعات الإقليمية والدولية في الاحتجاجات الشعبية كونها غير معنية بتلك الصراعات، فالمحتجون لا يمثلون مصالح أي طرف سوى العراق"، مبيناً إن "وعي العراقيين أعلى من مراهنات بعض القوى السياسية على الحرب الأهلية، ولا يمكن لأي جهة سياسية أن تحدد عمر الاحتجاج أو تكون لها الوصاية عليه وان "المحتجين يحمّلون الأحزاب المتنفذة مسؤولية المشاركة في خراب البلد".

كربلاء والنجف

وفي الإثناء، مازال المنتفضون في ساحة الأحرار في كربلاء مصممين على الاستمرار حتى تحقيق مطالبهم المشروعة، واستنكر المتظاهرون في المحافظة محاولات الهجوم من قبل ما أسموهم العصابات على ساحات الاعتصام في المحافظة ومحاولتهم إحراق الخيم وتعكير صفو الأجواء في المحافظة.

وفي السياق، شهدت ساحة الصدرين في محافظة النجف إقامة مهرجان ثورة الحق بمشاركة عدد من الشعراء الشباب وبتنظيم من قبل طلبة كلية التربية المختلطة، واستمر المتظاهرون في الساحة بمطالبة رئيس الجمهورية بتكليف شخصية لرئاسة الوزراء وفق المواصفات التي أعلنها المتظاهرون في الساحات.

وشهدت محافظات بابل وواسط والمثنى وميسان استمرار للاعتصام في ساحاتها وسط مشاركة كثيفة للمواطنين فيها.