في السابع والعشرين من شهر آذار من كل عام، يتم الاحتفال بيوم المسرح العالمي، وتتنوع مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة السارة لتضفي على الجو الثقافي في البلاد دفعة من النشاط والألق، ويبرز إلى الأضواء نجوم الفن المسرحي عبر جوائز التكريم، لهم ولأهم أعمالهم.
في هذه المناسبة التقت "طريق الشعب" بالسيدة مي شوقي، وهي فنانة تمتلك خبرة غنية، قدمت كثيرا من الأعمال المسرحية التلفزيونية، وكان لنا معها هذا اللقاء.

تحية وتهنئة

أحيي وأهنئ جميع المسرحيين في العالم وفي وطني العراق خاصة، أحيي وأهنئ كل من عمل ويعمل في المسرح الملتزم بقضايا الإنسان والإنسانية، أحيي وأهنئ المسرحيين العراقيين في المهاجر والذين حرموا من الإبداع والعطاء في الوطن.

الاحتفال بالمناسبة

كنا نحتفل بيوم المسرح العالمي في الوطن، في فرقة المسرح الفني الحديث ، كما تحتفل به كل المسارح والفرق العراقية، أسوة ببلدان العالم، وفي كل عام ترد رسالة من المركز العالمي للمسرح يكتبها للمناسبة أحد الشخصيات الفنية المعروفة عالمياً، كاتب، مخرج أو ممثل، عادة ما تتضمن الكلمة الدعوة للسلام والإشارة الى المواقف الإنسانية، تُقرأ في كل مسارح العالم، في العراق تُقرأ من قبل أهم شخصية فنية ترشحها كل فرقة لنفسها بشكل مستقل، أما قبل العرض المسرحي أو يخصص موعد محدد لاحتفال مركزي. العراق كان من السبّاقين للانضمام إلى أغلب المنظمات والمراكز الثقافية التابعة للأمم المتحدة ومنظماتها، المركز العراقي للمسرح، كان يرأسه آنذاك الفقيد الفنان يوسف العاني، كان المركز يُقيّم الحركة المسرحية في العراق من خلال توزيع الجوائز لأحسن ممثل أو ممثلة أو أحسن مسرحية، كاتب، ومخرج وذلك في نهاية الأيام المسرحية المخصصة لهذه المناسبة. يوم المسرح ليس يوما عابرا، بل هو يوم خاص جدا، احتفالي.
مشاعرك وأنت خارج الوطن؟

أشعر بالحزن لأني بعيدة عن الوطن، أفتقد الاحتفال بهذا اليوم المميز، ومن المؤلم جدا أن يتوزع الفنانون المسرحيون في مختلف المنافي، وقد حاولت، في إحدى السنوات، أن أجمع الفنانين المسرحيين في هولندا، ليتحدث كلٌّ عن تجربته في بلدان الشتات التي مرَّ أو عاش بها، كما حاولت الفنانة روناك شوقي في لندن ولمرات عديدة أن تحتفل بيوم المسرح باسمها الشخصي، مع زملاء من بلدان مختلفة. للأسف لا توجد منظمات ثقافية تنظر الى هذا اليوم بمنظار مهم. الأشياء في الوطن لها طعم خاص، ولكل بلد مسرحه وجمهوره المميز، ومع الأسف نحن نفتقد هذه الخصوصية.

أمنياتك؟

أمنياتي كعراقية كثيرة توجع قلبي وروحي تسابق الأمنيات، وتتوقف الكلمات أمام واقع يصعب علي أن أجد كلمة أو مصطلحاً لوصفه، وكمسرحية أمنيتي من الجيل الجديد الحفاظ على عطاء وتجارب ما قدمه المسرحيون الرواد الملتزمون وأن لا يبدأوا من الصفر، تاركين وراءهم تجارب ثرة، المسرح سمو انساني وروحاني لا يعرفه إلا المسرحيون الأصلاء فكونوا قدر هذا السمو للنهوض بالمسرح الى مكانة يرقى من خلالها الإنسان العراقي الأصيل، فالعراقيون محبون للتغيير.