اسهاما في الحوار الدائر على " صفحة وجهات في النظر " بشأن التحالفات، وبهدف اضاءة بعض الجوانب التي اثارها المشاركون في الحوار في ضوء مواقف الحزب الشيوعي العراقي وسياسته، ننشر في ادناه بعض الملاحظات: 

  • توصل الحزب ومنذ مؤتمره الخامس، مؤتمر الديمقراطية والتجديد الى " ان طريق بلادنا الى الاشتراكية سيكون محصلة عمل فكري وسياسي تراكمي ومتدرج، وأيضا محصلة نضال قوى متعددة وتحالفات واسعة، وان الوصول الى الاشتراكية سيتحقق عبر المراحل الانتقالية، التي يمكن ان تستمر طويلا.
  • والحزب، كما جاء في وثائق المؤتمر الوطني العاشر (كانون الأول ٢٠١٦)

"يسترشد في كفاحه وفي مجمل سياسته وتنظيمه ونشاطه، بالفكر الماركسي وبدروس التجارب الاشتراكية والتراث الاشتراكي عامة، ويسعى الى تجسيد ذلك في ظروف العراق الملموسة بإبداع، استنادا الى دراسة عميقة لواقع مجتمعنا المعاصر وما يشهده من تطورات في الميادين كافة ".

  • واستنادا الى أعلاه توصل الحزب في وثائق المؤتمر العاشر الى انه "وفي ظل التوازنات السياسية الداخلية والدولية، الدافعة بقوة لصالح التطور الرأسمالي بصورته الليبرالية الجديدة الأكثر غلواً، ينصب نضالنا في المرحلة الراهنة على تجنيب شعبنا مصائب رأسمالية وحشية، وإنجاز الأهداف ذات الطابع الوطني والديمقراطي. ويتوجه حزبنا لتحقيق أهدافه ومهماته عبر إقامة تحالف اجتماعي سياسي واسع، يضم الطبقات والفئات الاجتماعية والقوى المناهضة للاستبداد والارهاب، والتي تؤمن بالديمقراطية وآلياتها، وتتطلع إلى بناء دولة المواطنة والقانون، الدولة المدنية الديمقراطية العصرية. كما يعمل على حشد وتعبئة الجماهير ذات المصلحة في عموم البلاد، في تنظيمات ونقابات وكيانات أخرى متنوعة، للدفاع عن مصالحها وحقوقها وحرياتها، وخوض نضالات مطلبية وسياسية في سبيلها. وهو يرى في النشاط البرلماني وعلى مستوى السلطة التنفيذية، في المركز والأقليم والمحافظات، حلقات تتكامل مع العمل الجماهيري لتحقيق الاهداف البرنامجية".
  • وانطلاقا من هذا ومن دراسة متأنية ومعمقة لظروف بلدنا وخصائص المرحلة التي يمر بها وتوزانات القوى في اللحظة الملموسة، والمهمات والأهداف التي يتطلع الحزب الى تحقيقها وأدوات ووسائل ذلك، شدد على انه "وامام انسداد افق حل الازمة السياسية واصرار المتنفذين على مواقفهم، أصبح التغيير ضرورة موضوعية ملحة. فهو تغيير في المنهج واساليب الاداء ونمط التفكير، يؤدي الى اختيار الاكثر آهلية وقدرة على الانجاز والتجسيد، وخلق اصطفافات وتكتلات جديدة عابرة للطوائف والعناوين الفرعية والثانوية، وتبني مشروع وطني ديمقراطي يستجيب لحاجات الوطن والمواطن، ويتصدى للتحديات التي تواجه بلدنا والمنطقة. كما يفتح الافاق نحو المصالحة الوطنية الحقة، ونحو حفظ وحدة البلاد وتجنيبها مخاطر التقسيم والاحتراب الداخلي" .
  • وان تحقيق مشروع الإصلاح والتغيير يحتاج الى حشد واصطفاف شعبي وسياسي واسعين، وفِي هذا السياق جاء تأكيد الحزب على العمل في دوائر متعددة غير متقاطعة وتفترض التنسيق والتكامل.
  • حيث سبق وان أشار الحزب في اكثر من وثيقة الى التوجه نحو العمل في مستويات عدة، اولها الحزب واهمية تعزيز صفوفه وترقية دوره، وتوسيع دائرة صلاته وعلاقاته مع اوسع القطاعات الجماهيرية، كذلك تنمية الحراك الشعبي والاحتجاجي والارتقاء به، وتبني مطالب الناس والدفاع عنها، والإقدام على مختلف المبادرات الداعمة لهذا التوجه على صعيد المركز كما في المحافظات وفي الخارج، مؤكدا انها مهمة لها راهنيتها وضرورتها.

والحلقة الاخرى هي تنمية دور التيار الديمقراطي، وتعزيز واستنهاض قواه، والاهتمام بذلك في مختلف فعاليات الحزب ونشاطاته، والعمل على اعادة الحيوية والفاعلية الى هيئات التيار وأطر عمله. وأشار الى انه من المهم هنا الاقدام على مجموعة من الفعاليات والنشاطات المشتركة التي تسهم في بلوغ هذه الغاية. وكذلك الاستمرار في تقوية تجمع القوى المدنية الوطنية كإطار واسع، وزيادة المشتركات بين أطرافه، وان يباشر نشاطات ملموسة ويستكمل عقد مؤتمراته في المحافظات كافة.

 اما الأطر الاخرى فهي علاقات الحزب مع سائر الاحزاب والقوى الوطنية الاخرى، ومن ذلك تحالف سائرون.

  • ضمن هذا التوجه المتعدد المقاربات يأتي العمل ضمن تحالف  سائرون  الذي قام على أسس برنامجية مشتركة ومنها؛ القضايا الوطنية ومكافحة الفساد وتحقيق المطالَب الشعبية وتبني إقامة الدولة المدنية واعلاء شأن المواطنة وقضايا ذات صلة بالعدالة الاجتماعية، ومهد له التنسيق والتعاون الميداني بين الحزب الشيوعي العراقي والاخوة في التيار الصدري. وهذا التحالف هو إمكانية تحتاج الى مواصلة الجهد باتجاه توسيع دائرة المشتركات وهذا لا يلغي إمكانية حصول اختلافات في وجهات النظر والتقدير في هذا الموقف او ذاك، علاجها يكون بالمزيد من الحوار والنقاش وتوسيع المشترك وهو ما سعى ويسعى إليه الحزب.
  • وأطراف سائرون يمتلكون إدراكاً جيدا لخصوصية كل أطرافه واحترام ذلك ومراعاة الاستقلال التنظيمي والفكري والسياسي، والسعي الى عكس ذلك في الوثائق والبيانات، وفِي المواقف الملموسة. وتوجب الإشارة هنا الى ان تحالف سائرون ليس وحده في الساحة السياسية فهناك توازن قوى وتوجهات ومواقف ليست بالضرورة تتوافق مع متبنيات سائرون، فعلى سبيل المثال لا الحصر ففي الوقت الذي تخلى سائرون عن حصته من الوزارات وفقا لمعطيات الانتخابات، فان اخرين أصروا على المحاصصة والتشبث بها.
  • نقول ان سائرون، رغم بعض الصعوبات وهي ليست استثناء من اَي تحالف اخر، يبقى إمكانية تحتاج الى المزيد من الجهد لتحويلها الى مواقف يومية من قبل كل أطرافه؟ وان يكون في مستوى ما علق عليه من آمال والسعي الدائب الى تنفيذ برنامجه الانتخابي ويبقى ذلك هو المعيار والمقياس.

 

المحرر