صلاح العمران
احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة البصرة، الأسبوع الماضي، بالقاص الكبير محمد خضير وبمنجزه السردي ومسيرته الإبداعية الطويلة.

جلسة الاحتفاء التي التأمت على "قاعة محمود عبد الوهاب" في مقر الاتحاد وسط البصرة، حضرها حشد من الأدباء والمثقفين والإعلاميين والمهتمين في شأن السرد. فيما أدارها الأستاذ مجيد عبد الواحد.
وجرى التركيز خلال الجلسة على قصة المحتفى به الموسومة "الأرجوحة"، التي كان قد كتبها قبل 50 عاما وتم تجسيدها في فيلم سوري حمل العنوان نفسه، من سيناريو وإخراج هيثم حقي، وبطولة منى واصف.
وكانت القصة ذاتها قد جسدت أيضا في فيلم آخر عراقي، من سيناريو فائز الكنعان وإخراج د. خلود جبار.
وبالرغم من ارتفاع حرارة الجو وانقطاع التيار الكهربائي، فقد اكتظت القاعة بمحبي القاص الكبير، الذين حضروا للمشاركة في جلسة الاحتفاء به.
وقد كان أول المتحدثين في الجلسة، رئيس الاتحاد د. سلمان كاصد، الذي ذكر في مداخلة نقدية له، ان قصة "الأرجوحة" التي نشرت في البداية في مجلة "الآداب" البيروتية، افتتحها المحتفى به بعبارة "على جادة السكون"، والتي يقصد فيها طريق منطقة "أبو الخصيب" في البصرة، مضيفا أن القصة تحمل بعدا إنسانيا يليق بمبدعها، وانها يمكن تشبيهها بوصفها "معطفا في القصة العالمية".
بعد ذلك قدم الناقد جميل الشبيبي مداخلة قال فيها أن هناك نزاعا كبيرا بين الوصف والسرد في قصة المحتفى به آنفة الذكر "فتجد فيها السارد عبارة عن كاميرا محمولة تنقل لنا الحدث"، لافتا إلى ان الاحتفاء بالقاص الكبير محمد خضير وبقصته والفيلمين اللذين جسداها، يمثل مبادرة جيدة لتقوية الأواصر بين السينما والأدب البصريين، والتي لا بد من مواصلة تعزيزها في مستقبل الأيام.
وكانت للمخرج فائز الكنعان مداخلة أوضح فيها أن المحتفى به كشف من خلال "الأرجوحة"، الجانب الآخر من الحرب، الذي يتمثل في الحرب الخالية من أزيز الرصاص وأصوات المدافع والدخان، مضيفا أن هذه القصة لا تخلو من الغرائبية.
أما د. هناء البياتي، فقد أسهمت في مداخلة طالبت فيها بترجمة "تايتل" للقصة باللغات الأخرى.
القاص المحتفى به، قدم من جانبه لمحة عن منجزه الإبداعي، ثم تحدث عن قصته "الأرجوحة"، موضحا أنها اليوم تشهد مناسبتين، الأولى هي الذكرى الـ 50 لكتابتها، والثانية الذكرى الـ 47 لاستشهاد الكاتب والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني، الذي كان قد أعجب بها وكتب عنها في مجلة "الآداب" البيروتية.
وأضاف قائلا إن "الأرجوحة" تتحدث عن نكسة حزيران عام 1967، فيما أشار إلى أن كتاباته القصصية تكاد تتوافر فيها الجوانب السينمائية وتأثيرات السينما، مبينا أنه لم يكن للتأثير السينمائي في تلك الفترة قبل النكسة، أثر كبير على الأدب.
وتابع القاص خضير قوله إن قصته أعطت لصوت الحرب صدى آخر، وانها حملت اتجاهين، الأول "تأثري انتقامي" والآخر "تأملي رمزي".
وفي سياق الجلسة شاهد الحضور الفيلمين السينمائيين، العراقي والسوري، اللذين جسدا "الأرجوحة"، فيما أسهم عدد من الحاضرين في تقديم المداخلات عن القصة والفيلمين، بضمنهم د. خلود جبار، د. سرمد ياسين، مجيد عبد الواحد ورعد أبو اشتر.
وفي الختام أهدى النحات علي مهدي، القاص الكبير محمد خضير لوحا عليه صورته منحوتة.

عرض مقالات: