غالي العطواني
على مدى يومي الخميس والجمعة الماضيين، احتضنت "قاعة زها حديد" في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب ببغداد، أعمال مؤتمر السرد الثالث، بحضور قرابة 100 أديب من العاصمة وبقية المحافظات.
وقبل انطلاق المؤتمر الذي حمل عنوان "الحياة بوصفها سردا"، والذي سميت دورته هذه باسم القاص والروائي الراحل سعد محمد رحيم، تم قص شريط افتتاح "قاعة زها حديد"، التي بنيت أخيرا في مقر الاتحاد، وتقرر افتتاحها في يوم انطلاق المؤتمر.
وبعد أن وزعت على الحاضرين نسخ من رواية "القطار إلى منزل هانا". وهي آخر رواية كتبها الراحل سعد محمد رحيم، وتركها عبارة عن مخطوطة، حتى بادر الاتحاد إلى طباعتها على نفقتهأعلن الناقد علي الفواز عن بدء جلسة الافتتاح، وقال ان اتحاد الأدباء "يواصل برنامجه الثقافي عبر جلسات وملتقيات تؤكد توجهه العلمي والمعرفي، وما مؤتمر السرد الذي يعقد اليوم، إلا تأكيدا على تواصل هذه المسؤوليات الثقافية".
وأضاف قائلا ان "اختيار المؤتمر اسم السارد الخالد سعد محمد رحيم عنونا له، ما هو الا نوع من الوفاء والالتزام بضرورة الاحتفاء بالرموز الثقافية التي شكل منجزها حضورا لامعا في المشهد الثقافي".
بعد ذلك استمع الحاضرون إلى كلمة باسم عائلة الروائي سعد محمد رحيم، ألقاها نجل الراحل سرمد، أعقبت ذلك كلمة باسم نادي السرد في الاتحاد، قرأها الروائي حسن البحار.
وشهدت جلسة الافتتاح قراءة ورقتين نقديتين عن منجز الراحل سعد محمد رحيم، ساهم فيهما الناقدان د. سامان خليل ابراهيم ومحمد جبير.
بعدها انطلقت جلسة المؤتمر البحثية الأولى، وكانت بعنوان "السرد العراقي وتمثلات الذاكرة الشعبية". وقد أدار الجلسة د. جاسم الخالدي رئيسا، والناقد علي شبيب مقررا. فيما ساهم في تغطيتها كل من د. علي حداد الذي قدم ورقة عنوانها "السرد العراقي والحكاية الشعبية"، والناقد مقداد مسعود الذي أرسل بحثا حول السرد إلى المؤتمر، قرأه بالنيابة الناقد علوان السلمان.
وساهم الناقد د. محمد أبو خضير في قراءة ورقة نقدية عنوانها "سرديات الوشم.. تكرير الانسنة"، أعقبته الناقدة د. منتهى طارق بقراءة ورقة تحت عنوان "جماليات الموروث الثقافي في المسرح العراقي". فيما قرأ الباحث باسم عبد الحميد حمودي ورقة بعنوان "السرد في بغداد قديماً"، وأخيرا د. قيس كاظم الجنابي الذي قدم بحثا عنوانه "جماليات المثل الشعبي".
أما الجلسة المسائية، فقد تضمنت محورين، الأول كان بعنوان "شهادات سردية" ساهمت في إغنائه القاصة سافرة جميل حافظ والروائيان جهاد مجيد وخضير فليح الزيدي. بينما كان المحور الآخر بعنوان "قراءات نقدية"، ساهم فيه كل من الكاتبين حسب الله يحيى وعباس لطيف.
وفي صباح اليوم الثاني الجمعة، عقدت جلسة بحثية عنوانها "السرد يقتنص التاريخ"، ساهم فيها كل من الباحث ناجح المعموري الذي قرأ ورقة عنوانها "التاريخي والسردي في النقد.. فاضل ثامر أنموذجا"، ود. نادية هناوي التي قرأت ورقة بعنوان "المذكرات بين السرد والتاريخ"، فضلا عن د. سافرة ناجي التي قدمت ورقتها الموسومة "مرويات الجسد في السرد العراقي"، ود. فاضل عبود التميمي الذي قرأ ورقة عنوانها "البعد التاريخي في السرد".
كذلك ساهمت د. سحر شبر في تقديم ورقة عنوانها "الماضي البوم سرديات"، ود. وسام العبيدي الذي قرأ ورقته المعنونة "المحو لا يشطب التذكر".
أما الجلسة المسائية فقد حملت عنوان "شهادات سردية"، وساهم فيها كل من الناقد جمال جاسم أمين والروائي عبد الخالق الركابي، ود. فاطمة بدر ود. جاسم خلف إلياس.
وفي أعقاب الجلسة المسائية والأخيرة، قرأ الناقد قيس عمر البيان الختامي للمؤتمر، ومما جاء فيه: ان "انعقاد هذا المؤتمر هو فرصة لتكريم مبدعي السرد، والاعتراف بإنجازاتهم".
وأضاف قائلا ان المشاركين في المؤتمر "يهيبون بالرئاسات الثلاث وبجميع الأحزاب والقوى الوطنية إلى تقديم دعم ماديٍّ ومعنوي للثقافة العراقية، وتقديم الحماية لها ضد كافة التهديدات التي تدعو إلى تكفير الثقافة وتأثيمها".
وتابع عمر في البيان قائلا ان المشاركين في المؤتمر يدعون "جميع القوى المجتمعية للارتفاع إلى مستوى المسؤوليات الملقاة على كواهلها في هذا الظرف الدقيق، من خلال تحقيق المصالحة المجتمعية والشروع بإعادة بناء المؤسسات والبنى التحتية التي دمرها الإرهاب التكفيري الداعشي، والحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقلاله، واستقلال قراره السياسي بعيدا عن التدخلات الأجنبية والإقليمية".