بسم الله الرحمن الرحيم

السيد رئيس الوزراء المُكلف الدكتور عادل عبد المهدي المحترم

السادة رؤوساء وزعماء الكتل السياسية بكلّ أطيافها المُحترمين

السادة أعضاء مجلس النواب المحترمين

تحيّة طيبة..

تابعنا بغضبٍ ما جرى يوم أمس من جلسة التصويت على الكابينة الوزارية المُقترحة، وبعيداً عن ملاحظاتنا السياسية على ما جرى من ثغراتٍ، إلاّ أننا نسجّل في خطابنا هذا لكم، التفصيلة الأساسية التي استدعت كتابة هذا البيان، وتبيان الموقف الذي يمثل غالبية الوسط الثقافيّ العراقي، من ممثلين وكتّاب وفنانين.

فوجئنا أمس، بطرح مرشّح لوزارة الثقافة العراقية، التي تمثّلنا، بشخصيّة لا نعرفها، وليس لها باعٌ في الثقافة العراقية، بل والأنكى من ذلك، أن يأتي ترشيح هذه الشخصية، مع احترامنا الكامل لذاتِها، في بلدٍ مثل العراق، لا يخلو أيّ مفصل فيه من عشرات المبدعين والإداريين الناجحين التكنوقراط، مستقلين كانوا أو متحزبين!

وإننا إذ نشجبُ غاضبين هذه الطريقة العشوائية باختيار شخصيّة دون الرجوع لنقابة الفنانين العراقيين، أو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، أو غيرها من النقابات المعنيّة بالمثقف العراقي، فإننا نحذّر الطبقة السياسية بمُجملها، بأنّ وزارة الثقافة لن تتعرض للإهانة مرةً ثانية، كما أُهينت في الدورات السابقة كلّها تقريباً، باختيار أشخاصٍ لا علاقة لهم بالثقافة العراقية، ولا يميّزون بين المسرح والفن التشكيلي حتى! بل أنّ بعضهم، وإمعاناً بإهانة الثقافة العراقية، جعلوه يجمع الثقافة بوزارة الدفاع، وكأنّ الثقافة جزءٌ من العسكرتاريا، أو أن أدوات المثقف هي القلم والبندقية، كما كان يعبّر عنها الديكتاتور!

إنّنا نحذرُ الطبقة السياسية كلّها، بأننا لن نترك هذه السنوات الأربع تمرّ بسلام، وسيجدون المعارضة اليومية، بل على مدار الساعة، إن كان اختيار مرشّح لوزارة الثقافة من خارج المنظومة الثقافية المعروفة، وستكون كلّ أحاديثنا في الإعلام، وأعمالنا الفنية، سينمائيّةً وتلفزيونيّة وتشكيليّة، وفي الإعلام لتعرية هذا الخطأ المركزيّ، الذي لا يشير لشيء بقدر ما يشير الى اعتباطية القرار السياسي، وعدم احترامه للثقافة.

إن اختيار الأشخاص غير المتخصصين، وغير الكفوئين، يكاد يكون السمة الغالبة لحكوماتنا المتعاقبة، الأمر الذي يستدعي منّا التعبير بغضب شديد، عمّا يحدث في أروقة السياسة، وأنّ زمناً يتم فيه إهانة وزارة الثقافة قد ولّى، ولن يتكرر هذا الأمر ثانية!

إننا نكرر تحذيرنا للطبقة السياسية، من أعلى شخصٍ في هرم الجهاز التنفيذي، وصولاً للسلطة التشريعية، وليس انتهاءً باللوبيات الضاغطة على الطبقة السياسية، في حال تكررت إهانة وزارة الثقافة بهذه الطريقة . وأن الوسط الثقافيّ غنيّ، وفيه ما لا يقل عن 500 شخصيّة بإمكانها تمثيل العراق، أكثر من شخصيات أخرى لا علاقة لها بالثقافة، ولا بالمثقف العراقي.

نتمنى أن لا تضطرّ أصوات المثقفين العالية لسحب المعركة من ميدانها مع الجهل، لتكون المعركة مستمرة مع الطبقة السياسية، وإن كان المثقف العراقيّ أقليّة برأي السياسيين، فإنه من الأقلية الهائلة، ذات الصوت العالي، وهو أيضاً مَن يمثل العراق في الخارج والداخل، وهو مَن سيبقى بعد زوال الأحزاب!

نقابة الفنانين العراقيين – المركز العام