قبيل انطلاق عملية الاقتراع التي حددت يوم 10 تشرين تحاول القوى السياسية حشد اكبر عدد ممكن من انصارها لتحقيق الفوز في اكبر عدد من مقاعد البرلمان بغية الهيمنة على مفاصل الحكم.

ولما كانت القوى المهيمنة على السلطة منغمسة في الفساد الذي فاق التصور ، ارتفعت الاصوات المطالبة بمحاسبة الفاسدين ، ولكن الحساب اصبح بعيد المنال لما تمتلكه الاحزاب المشاركة في الحكم من اذرع عسكرية وامكانات مالية اضافة الى  تلاعبها بقانون الانتخابات وعدم تورعها عن تزوير نتائج الانتخابات حتى ان مسؤولا كبيرا مثل السيد نوري المالكي صرح يوم امس في لقاء مع قناة الحدث بانه يخشى التلاعب بنتائج الانتخابات من خلال التحكم بالاجهزة الالكترونية والبرامج المستخدمة في اجهزة حساب الاصوات .

فاذا كان هذا حال الانتخابات فما معنى ان تكون المشاركة فيها واجبا وطنيا !كما جاء في مقال الزميل د. عبد الخالق حسين.

ثم ان مقاطعة الاقتراع سلميا أمر مشروع ضمن الاسس الديمقراطية التي تبيح الاحتجاج السلمي والمقاطعة احدى تلك الاحتجاجات . واشهر من لجأ اليها في نضاله السلمي المهاتما غاندي في نهجه المعروف باللاعنف .

كنا قد دعونا في جميع الانتخابات السابقة الى المشاركة على أمل أن تنتج الانتخابات نسبة مرضية من النتائج لصالح ابناء شعبنا ولكن كانت القوى المهيمنة على عملية الاقتراع تستحوذ بشتى الاساليب الفاسدة على صناديق الاقتراع وتستولي على مقاليد الحكم لتزداد نهبا لموارد البلاد وافقار أبناء شعبنا يوما بعد آخر واذا استمرت العملية السياسية على هذا المنوال سنصل الى قاع البؤس الذي تقودنا اليه فئات طفيلية تجيد سرقة الاصوات مثلما سرقت ميزانية العراق .

كما ان الاحتجاج مطلوب في ظل هذا التردي المريع في العملية السياسية وليس من المعقول أن نسير على قاعدة الاستسلام للسلطة الفاسدة في مقولة اطاعة الحاكم واجب شرعي وتصريفها الى واجب وطني .

 ................

رابط لقاء المالكي

https://www.youtube.com/watch?v=2bbTN5qH0Ag

عرض مقالات: